الصَّلبُ جوعاً... 🖤 بقلم 🖤 واثق العبد الله


 الصَّلبُ جوعاً...


مثل آخِر مسيحٍ

فُرادى أو جماعاتٍ

نُصلبُ جوعاً فوق صدرِ الرّغيفْ

نَتساقطُ مثل حبَّاتِ الشُّمرةِ

ُرجلاً.. رجلاً

بينَ أُطرِ الباصاتِ

وعلى أرصفةِ المحطاتِ..

تدعسنا أقدام المارقينَ

تدعسنا أُطرُ السّيّاراتِ الفخمةْ

تدعسنا عاهراتُ البَطَرِ

والرّجلُ الذي يدفعُ عربةَ الفولِ..

بتنكّرهِ السّخيفْ

ليصيرَ لحمنا كخبزِ المسيحِ

ودمنا كخمرِ المسيحِ

وبعد صلاتهِ..

نمشي أفواجاً نحوَ

أفواهِ هذا الوطنِ المخيفْ

نتدلّى...

فوق صدرِ الرّغيفِ

كملايينٍ من الأوسمةِ

كملايينٍ من النّياشينِ العظميّةِ

يُلّمعنا.. يَفردنا.. ويَجمعنا

يُرتّبنا كيفما يشاءُ

ويُبعثرنا كيفما يشاءُ

بلا شكوى..

فهو الواحدُ

والقهّارُ

والجّبّارُ

والمُحيّ والمُميتُ

وهو الذي يُصوّرُ الشّمسَ على صورتهِ

ويُصوّرُ القمرَ على صورتهِ

ومثل ملايينِ المهابيلِ..

نجّترُ الصّورَ

وأحلامَ الصّبا

وأوراقَ الخريفْ

بفمٍ يملؤهُ الدّمُ المختلطُ بالغبارِ وبالعرقِ

وبطعمِ التّبغِ الأسودِ

ونُرتّلُ -عبثاً- بلا سأمٍ

ونُنشدُ -قهراً- بلا ملّلٍ

أنشودةَ من هُم قبلنا

وجلسوا -مثلنا- ذاتَ زمنٍ

فوق الرّصيفْ:

(يا إلهَ الجّائعينَ

يا إلهَ المتخمينَ

أعطنا كِفَافَ يومنا هذا

يا أيّها الرّغيفُ المقدّسُ والملعونُ

مثل صخرةِ سِيزيفْ)


#واثق_العبدالله

إرسال تعليق

0 تعليقات