فراق 💜 بقلم 💜 سارة الرهبان/سوريا


 عنوان النص:فراق

أجرُ نفسي ليلاً تلاحقني روحي

يداي مفتوحتان أمامي، أحملكَ بينَ ذراعيّ جثةً باللونِ الرصاصيّ

يعتلي وجهي ذاك التعبير المخيف، لم أدرك أنك متَّ داخلي

أضعك هنا على سريري.. أنعيك.

بكيتُ بصمت، لم أطلق الصرخات وئدتها بينَ ضلوعي

اعتلاني الأسود حداداً على قلبي، حداداً على حبك، حداداً عليك

لم أكن الوحيدة من نصيبه... كلُ من حولي كان بالأسود

أغطية السرير،الأثاث، السماء، كلها كانت سوداء

أردتُ إسكاتَ الألم بين ثنايا روحي، أحكتُ فمه أخرسته

مثقلةٌ بك ومنك أجرُ ورائي جراحي وندوبي التي أضحت أطفالي.. تُمسكُ بملابسي، تَبكيك راجيةً عودتك أنتَ الذي وضعتهم داخلي أجنةً صغيرة

ألقيتُ بكَ على السرير.. أنا وأيتامي أستلقينا جميعاً بجانبك، ألقيت عليهم تنهيدةً حتى ناموا... 

نظرتُ إليك، فتحتُ نافذتي كانت الأمطارُ ترشقنا 

بُللت حتى طُهرت منك، من ذنوبك داخلي.. أنفاسك... صرخاتك ، أما انت فكنتَ بينَ ذراعيّ كورقةٍ تملأها الذكريات، المحادثات، والسهرات الطويلة محفورةً جميعها على جسدكَ كالنقوشِ من العصورِ القديمة، رميتكَ للسماء فتناثرتَ إلى قصاصاتٍ رماديةِ اللون ودُفِنتَ هناك أمامَ عيني في السراب، فاضَ الكونُ بالماء

شعرتُ بأني سأغرق، ألقيتُ بنظري إلى أطفالي النائمين كانوا قد غرقوا.. 

باتت جُثَثَهم الصغيرة مغمورةً إلى حد لا أراه، تلاشوا هم أيضاً، نظرتُ ثانيةً للسماء.. 

ظهرَ لي الطيفُ بألوانهِ السبعة أنجلى كلَّ شيءٍ حولي، حطت على أهدابي فراشةً صفراء داعبتني كأنها تقبلني تخبر مقلتاي أن توِقف البكاء.. فضحكتُ لها وطارت

سارة الرهبان/سوريا

إرسال تعليق

0 تعليقات