بائعة الورد 💜بقلم 💜 صلاح الربيعي
ذات مرة صادفت في طريقي فتاة صغيرة
واقفة على الرصيف تحمل باقة أزهار جميلة
ونضرة مثلها٠٠وكانت تستقبل المارة بأبتسامة
جميلة وتعرض عليهم بضاعتها من الازهار
وفي كل مرة ترجع لمكان وقوفها تجر بأذيال
الخيبة والفشل وكأن لم يشعر بوجودها احد ولم تشده
رؤية الازهار ورائحتها التي تنبعث من بين أيديها
وكأنه مقدر لها أن تعيش في واقع عبوس لاتنفرج
أساريره أختفت فيه كل معالم الجمال ومعاني
الحب والرومانسيه الحقيقية التي تقدر الاشياء
وتعرف قيمتها وماترمز وتعني اليه وبينما هي
على تلك الحال من الخيبة وأذا برجل مسن هو
وزوجته يجلسان على مصطبة في أحد الحدائق
العامة ويبدوا أنه كان يراقب تلك الفتاة من دون
أن تشعر به أنتظر أن تمر بجانبه ليشتري منها
الازهار لكنها كانت متسمرة في مكانها مستغرقة
في صمت فقد أستنزفت طاقتها مع المارة بلا جدوى
وحانت منها التفاتة نحو الرجل العجوز فأومى لها
بيده فمشت نحوه مسرعة كأنها فراشة فأبتسم لها وطلب
منها أن تعطيه زهرتان واحدة حمراء وأخرى بيضاء
أهدى لزوجته الزهرة الحمراء رمز حبه لها
بينما وضع الزهرة البيضاء والتي ترمز لنقاءها
في طيات شعرها الابيض وعندما فرغ من طقوس
تتويج حبيبته شريكة حياته ودربه الطويل
التفت للفتاة فأعطاها من النقود
مايسرها ويجبر خاطرها فأبتسمت أبتسامة عريضة
تجسدت فيها كل معاني الحب والجمال والبراءة
ورجعت لمكانها بعد أن شكرت الرجل العجوز على
كرمه وسخائه٠٠اما أنا بدوري كنت حينها أتساءل هل حقا فقدت الازهار قيمتها المعنوية عند الناس وهل الاشياء المادية والثمينة هي البديل كل جهاز النقال
الموبايل حديث الصنع بمزاياه وتقنيته العالية هدية
مناسبة وقد ترفع من رصيد الرضا والقبول لدى الطرف
الاخر وماذا عن الازهار التي طالما تغنى بجمالها الشعراء في قصائدهم ونادرا ماتجد قصة أوقصيدة تخلوا من ذكرها لما لها من أهمية معنوية عند الناس قبل أن تنقلب كل الموازين رأسا على عقب وكأننا نتقدم لنتأخر نتطور لنتنكر هكذا أصبح الكثير من الناس يقيس الامور بأخضاعها للماديات وكأنهم في صراع شرس مع الربح والخسارة وكأن حياتهم سوق لاتأخذ منه شيئا بلا ثمن




إرسال تعليق
1 تعليقات
قصه جميله جدا"تحمل بين طياتها فرح الابتسامه والنقاء تحيااااتي للكاتب الكبير ...w
ردحذف