موعد الأحلام 💜بقلم 💜 صلاح الربيعي
تعالي يابنتي ضمي أباك فقد حان موعد الاحضان وقطاف القبل٠٠كان يردد هذه العبارة كل صباح لطفلته الوحيدة والتي لم يرزق بغيرها على الرغم من انه في العقد الثالث من العمر٠٠ويعد من الاثرياء ورث عن اباه المصانع والعقارات ناهيك عن مساحات الاراضي الواسعة التي يملكها٠٠كان متعلق بزوجته وطفلته التي تبلغ الثامنة كانت كل حياته.. تعود على السفر في السنة مرتين وفي كل سفرة يرجع محملا بالهدايا لزوجته وأبنته٠٠وكعادته حزم أمره للسفر وودع عائلته وأنطلق به سائقه الخاص للمطار٠٠قاصدا احدى الدول الاوربية٠٠ وعند أنتهاء رحلته ووصوله للمطار أستقل سيارة أجرة
لتنقله لفندقه الذي أعتاد الاقامة فيه٠٠وفي الطريق
وقع لهم حادث سير خطير قضى فيه السائق
اما هو فقد نجى من موت محقق ٠٠وبعد فترة علاج دامت لأكثر من شهر لشدة الاصابات وخطورتها وجد نفسه على سرير المستشفى بلا أوراق ثبوتية بلا نقود مع فقدان للذاكرة الجزئي٠٠حاله حال أي مشرد وأنتهى به المطاف على الطرقات مع المتسولين والمشردين يعيش عيشهم وينام نومهم يفترش الارض ويلتحف السماء بعد أن كان منعم يعيش مثل الملوك٠٠ساءت أحواله وتدهورت صحته ولايعرف شيئا عن أخبار عائلته ولاهم يعرفون ماذا حل به٠٠لم تنس أباها كانت دائما تسأل امها أين ابي لماذا لم يرجع من السفر ولماذا انقطعت عنا اخباره كل يوم نفس السؤال ونفس أجابة الام سياتي غدا٠٠مرت الايام والشهور والسنين ٠٠كبرت الطفلة تخرجت بتفوق وأصبحت طبيبة مشهورة وعندها مستشفى خاص بها لأنها ورثت عن أبيها المفقود مالا كثيرا بعد أنتهاء المدة القانونية٠٠كان الاثنان يحن أحدهما للأخر لم ينساها كان لايتذكر
حتى أسمه أوبلده لكنه كان يتذكر طفلته ٠٠حاولت البحث عنه بلاجدوى وكأنه تبخر ٠٠لم تنساه لحظة واحدة وقد كدرها غيابه الطويل ٠٠كانت تحن على كل رجل بعمر أباها وتساعده حتى أنها خصصت جناح خاص في مستشفاها لعلاج الفقراء ٠٠وكانت تساعد الفقراء في أي مكان تجدهم فيه ٠٠مر على تلك الحادثة ثلاثة عقود وألرجل مشرد في بلاد الغربة بعيدا عن دياره وأحبته ٠٠وشاءت الصدف أن تسافر لنفس الدولة التي يتواجد أباها فيها لحضور مؤتمر طبي ولتعاقد مع أحدى الشركات المتخصصة في صناعة الاجهزة الطبية٠٠وعند وصولها ذهبت لأحد الفنادق الراقية وكانت قد حجزت فيه مسبقا جناح خاص لتقيم فيه فترة تواجدها هناك٠٠كانت مثل أباها تحب الطبيعة وكل صباح تخرج لأستنشاق الهواء والسير بين الاشجار في المتنزهات ٠٠وبينما هي تمشي رأت رجل جالس على الارض ثيابه رثة لم يحلق ذقنه منذ سنين؟اثر فيها ذلك الموقف فأقتربت منه القت عليه التحية فعرفت انه من بلادها ما أن رد عليها التحية أستغربت متسألة ياترى مالذي أتى به الى هذه البلاد الغريبة ؟ارادت ان تدعه وشانه وتكمل طريقها فلم تقدر؟فقررت ان تصحبه معها الى الفندق؟وفور وصولهم طلبت من موظف الفندق أستدعاء طبيب لفحص الرجل ومعاينة لمعرفة حالته الصحية؟ وبعد التاكد من سلامته طلبت من عمال الفندق ان يعتنوا به فقاموا بأدخاله للحمام وحلقوا ذقنه والبسوه ثياب فاخرة؟رات امامها رجل مختلف مميز؟فقالت له والان ياسيدي احكي لي قصتك وماهو سبب تواجدك في هذه البلاد؟ فقال لها لاأفهم عن ماذا تتكلمي ولا أعرف بماذا اجيبك؟فقالت له لابأس عليك انا لن اتركك وسأقوم برعايتك والاهتمام بك ولك أن تعتبرني أبنتك؟ اختنق بعبرته لما سمع منها هذا الكلام واجهش بالبكاء؟فلم تتمالك نفسها ولم تتمكن من أن تحبس دموعها؟ولما انتهت طقوس البكاء والدموع؟ اخذته لغرفة خصصتها له في جناحها بالفندق ليستريح؟ وذهبت هي أيضا لغرفتها؟ اجرت أتصالا هاتفي لتطمئن علئ امها؟ واثناء الحديث اخبرتها بقصة ذلك الرجل المشرد؟ فقالت لها الام لقد شوقتيني لرؤيته؟فألتقطت له صورة وبعثتها فعرفته زوجته فور رؤية صورته؟ اتصلت بأبنتها قائلة لها ان صدق ظني فان هذا الرجل أباك؟ظحكت وقالت بالله عليك ياامي ماهذه المزحة؟ فقالت لا يابنتي لست امزح لقد عرفته انه زوجي الحبيب؟ قولي له أبي تعال هلم الى أبنتك فقد حان موعد الاحضان وقطاف القبل وانظري ماذا تكون ردة فعله ٠٠اصابه وقع تلك العبارة بالذهول جعلته يترنح شعور متضارب بين الفرح والبكاء أبعد كل هذه السنين هل ماأراه وأسمعه حقيقة أم هوس أم هذيان أخبريني بربك هل أنت حقيقة أم وهم ٠٠فأبتسمت وسط بحر من الدموع بلى أنا حقيقة أبنتك طفلتك صغيرتك أميرتك المدللة الم تعرفني ٠٠فأجهش في البكاء وقال لم أنتبه لملامحك لكن الان عرفتك من شدة فرحتي ظننت أني في حلم جميل وأخشى أن يدركه الفجر ويرحل ٠٠فأنا منذ سنين لم احلم حلم جميل كل أحلامي كانت بائسة مثلي لاتتعدى ما أسد به رمقي وأنا الذي كنت في يوما ما مير بمالدي ٠٠فقالت لاعليك أنا هنا وسيكون كل شيء على مايرام ٠٠ وأخبرت الام بأنها لن ترجع الا وهو معها٠٠بعد أكمال الاجراءات القانونية في السفارة؟ فقالت الام أيعقل ذلك بعد كل هذه السنين الطويلة حمدا وشكرا لك يا الله ٠٠كم أنت رحيم ٠٠وبعد أقل من ثلاثة أيام أكتمل كل شيء وحجزت تذكرتين هذه المرة وحلقت طائرتها في الافق تنشد ديار الاحبة٠٠
إرسال تعليق
0 تعليقات