محمد طارق أمين /يكتب "القرآن الكريم"
القرآنُ الكريم كلامُ اللهِ المُنزَلُ من السماء ومفتاحُ إيمانِ وهدايةِ البشر على هذه الأرض، فالقرآن بالذات ليسَ كأيِّ كتابٍ نقرأه، إنهُ بمثابةِ قانونٍ يضعُ حداً لكلِّ شيء سيء، وهكذا يكونُ القرآن قد أعطانا قوانينَ وتعاليمَ عن طريق تقريبِ المفاهيمِ المُراد إيصالها للعباد عبرَ قصصِ الأولين و الأنبياء و الصالحين، فكانَ لكُلِّ قصةٍ في هذا الكتابِ العظيمِ حكمة، ووراءَ كُلِّ حكمةٍ تشريعٌ جديد يجبُ اتباعهْ حتى تُثمِرَ حياةُ العِباد ثماراً حسنة ، وأكبرُ مثالٍ على هذا الأمرْ سورةُ سيدنا يوسف، التي حكت قصتهُ من غياهبِ الجُبّ حتى صارَ عزيزاً لمصرَ في ذلكَ الزمان، كما في نفسِ السورة توجَدُ قصةُ إخوةِ يوسف الذين سلموا أنفسهم للحسدِ والغيرة واتبعوا الشيطانَ، فظلموا أنفسهم إلى حين تابوا؛ فأقلُ ما يستطيعُ الإنسانُ أن يستخلصه من هذه القصة، أنَّ اللهَ لا يضيعَ أجرَ أحدٍ من المؤمنينَ والصابرين، وأنَّ كُلَّ تابعٍ للشيطان في ضلالٍ مبين، واعتمدَ اللهُ عزَّ وجلّ أسلوبَ الترغيبِ والترهيبْ حيثُ لم يكن الوعيدُ وترهيبُ العبادِ بالعذاب طاغيًا على كتابِ الله، بل كانَ اللهُ كلما أرهبَ عبداً في آية، بشرهُ بالمغفرة والنعيم عند التوبة في الآيةِ التي تليها.
وهكذا كان نزولُ القرآنِ وانتشارُ الرسالة الإسلامية بمثابةِ رحمةٍ للخلق لأن دين الإسلام بقرآنهِ ورسلهِ قام بتقويم سلوك البشر ليرتقي بهم إلى أعلى درجاتِ العفةِ والرحمة.



إرسال تعليق
0 تعليقات