بعد منتصف الليل 💜 بقلم 💜 حنين سعيد الخطيب /الاردن
_ بعد منتصف الليل _
أتى الموعد الأخير، باتت عينايّ بإختلاس النظر إلى كل ما هو حولي، أُطلُّ بملامح البؤس على نافذتين
أرى بإحدهما عاشقان يتراقصان على أنغام الحب بعد نوبةِ الإعتراف الأول،أكادُ أن أرى تُورّدَ وجنتيها وهي تنظرُ إلى عينيه وهو يرددُ ع مسمع الجميع بأنها الحبيبةُ الأبدية وسرعانَ ما بدأو بالتصفيق وعلت ضحكاتِ الجميع إحترامًا لتلك الطمأنينة التي باتت تسودُ أرجاء الحفلة.
والآخرُ يحتضنُ زوجته ويُبرّهنَ لها للمرةِ الثالثة عالتوالي بعدما رأتهُ يناظرُ إمراةً غيرها دون قصد وأُحرقت بغيرةِ النساء ، بأنه ما زال يُحبها وأن الخمسةَ عشرَ عامًا من عقد الزواج والثلاثةُ أطفال ما زادت إلا رونقًا لذلك العشق
أعيّ حديثهم جيدًا على بعد ميترات.
وأنا ها هُنا أُمارسُ عادتي بكل ليلةٍ بعد منتصف الليل، أتقوقع تحت شرفتي ويبدأُ شريط الذكرياتِ بالعرض،
أذكرُ الذكرى الأولى من كل شيء
التأخرُ عن موعدنا الأول والإتصال بي مرارًا لكي تراني أولًا قُبيل وصولي وعندما وصلت هممتُ قائلًا : تعمدي التأخير في المرةِ المقبلة نصفَ ساعةٍ إضافية فأنا لا زلتُ أحادثُ الأشجار والمقعد الخشبي وتلك الأرجوحةَ عنكِ.
الإعترافُ الأول والرقص تحت يومٍ ماطر وكأن السماء ابتهجت لنا.
المرةُ الأولى التي شعرتُ بالغيرةِ عليك وأخبرتني بأن گلُ نساء العالم لا يعايرونكَ أيّةَ إهتمام طالما أنا بجانبك.
القُبلةَ الأولى في شجارنا الأول (حينها تمتمتَ قائلًا : سأتعمدُ بالشجّارِ دومًا لأقوم بسرقةِ الكرز من شفتيكِ).
الهديةُ الأولى في عيدِي الواحدَ والعشرون
حينَها غمرتني بالفرح نظرتَ لي متأملًا وقلت لو أن الجميع يسأُلني ماذا فعلت تلك الفتاة لك لأجبت ضِعتُ بسحر إبتسامتها.
ولو سُألتُ عن حلميَّ الآن لقلت :
لوددتُ لو أنَّك بجانبي الآن تهمس لي بتمتماتِ الغزل هذه وأُشيّدَ منها قصيدةً تُتلى على مسامع الحيّ، لرغبتُ بشدةٍ بأن ألتهمَ عيناكَ العسليّتان ولا بأس بالقليلِ من ضحكتكَ لأبدو بصحةٍ جيدة،
ما ضرَّ لو أننا نُغنِ سويًّا أغنيتنا المفضلة!
أو أن نقوم بصُنعِ الحلى!
أن أختبئ بأضلاعكَ الرياضيّة مُعلنةً بأنك بلادي والمرءُ لا يشعرَ ببلاده إلا بالآمان.
ولكن ما يُبللُ مشاعري الآن أن كل هذا باتَ سرابًا.
وفي تمام الثانية عشر بعد منتصف الليل تُقرع أجراسَ الذكريات، أراقبُ هذا وذاك ويتدلى الحُزن على عنقي ويكاد أن يقتلُني تذكيرًا لوحدتي تعظيمًا لما فقدته ففي كل مرةٍ أراهم أرددُ لنفسي بأنك ما زلتَ بداخلي وما زال طيفك يراودني رغم قلة اللقاء. لا تنسى بأنني سابقى أُشيع الحِداد على ما فقدت لحينِ عودتك ولتعلم جيدًا بأنني أُحبكَ.
______
هذا أخرُ ما كتبتهُ المريضة( سام) المُحتزجة بإحدِ حجر الأمراض العقلية نتيجة تعرضها لصدمةٍ عاطفية بعدما تُوفيّ خطيبها ع إثر حادثِ سيارةٍ مُنذُ خمسةَ عشرَ عام.
_حنين سعيد الخطيب / الأردن _
إرسال تعليق
0 تعليقات