رسالة الى القدر 💜بقلم 💜 مؤيد عبدالكريم حوري/سوريا
❤رسالةٌ إلى القدرِ❤
المُرْسَلُ إليهِ: قَدري الأحمَقُ
العنوانُ: حَياتيَ البائِسَةُ
مرحباً يا قدري، كيفَ حالكَ؟ هلْ أنتَ سعيدٌ بإقامتِكَ في حياتيَ المتهالكةُ اليابسةُ كأوراقِ تشرينَ الصفراءِ؟ هلْ أنتَ سعيدٌ بحرقِكَ لهذهِ الأوراقِ اليابسةِ؟ هلْ تتسلى وتشعرُ بالسُّرورِ والشَّغفِ عندما تلعبُ بأعصابيَ وتحرِقُها كلفافةِ تبغٍ بين أصابعكَ؟
قلْ لي ماهو الذَّنبُ الَّذي ارتكبتهُ حتَّى استحقَ منكَ كلَّ هذا العذابِ والقهرِ؟
ماهيَ الجريمةُ الَّتي اقترفتُها حتَّى تعاقبني بهذا العقابِ الفظيعِ والشنيعِ وتشنقني على مشارفِ كلِّ لحظةِ فرحٍ أو تحقيقِ حلمٍ طالما انتظرتهُ؟
لماذا تمسكُ بيدكَ كلَّ هذا المرارِ والعلقمِ وتضيفهُ كلَّ يومٍ إلى فنجانِ قلبي وروحي؟
لماذا تسرقُ منِّي محفظةَ اللحظاتِ الحلوةِ، وتقفُ سداً منيعاً بيني وبينَ كلِّ أحلامي؟
لماذا خطفتني منْ حضنِ وطني، ومنعتَ عنِّي حليبَ ثديهِ اللذيذِ وحنانَ صدرهِ الدافيَ ورائحةِ ترابهِ العطرةِ؟
لماذا رميتني في صحراءِ الغربةِ المظلمةِ، الباردةِ، الموحشةِ، وحيداً، غريباً، بلا ماءَ ولا طعامَ، ولا حتَّى بصيصَ نجمةٍ في السماءِ؟
لماذا قتلتني ومزقتَ قلبي وروحي كأنَّك تمزقُ ورقةً منْ دفترٍ قديمٍ لمْ يعدْ لها فائدةٌ؟
لماذا بعدَ ثلاثينَ شتاءً قارساً، مظلماً، منْ عمري لمْ تزرها ساعةَ ربيعٍ واحدةٍ، ولمْ تشرقُ عليها شمسُ فرحٍ واحدةٍ، وبعدَ أنْ أطلتْ عليَّ زهورُ الربيعِ ونسائمهُ العليلةُ وروائحهُ العطرةُ وألوانهُ الساحرةُ، أحرقتَ كلَّ الربيعِ، وأحرقتَ قلبي وروحي، كما تحرِقُ النَّارُ عيدانَ الحطبِ؟
واللهِ لمْ أعدْ أدريَ، هلْ أنتَ قدري، أمْ أنتَ عدويَ الَّذي يثأرُ منِّي على جرمٍ لمْ أرتكبهُ؟
لقدْ هرمتُ وأنا ما زلتُ طفلاً لمْ ينفطمْ، هلكتُ، ذبلتُ وأنا في أولِ تفتُّحِ أزهاري، نخرنيَ الحزنُ والألمُ، كأثاثٍ قديمٍ نخرهُ السوسُ.
أرجوكَ أيها القدرُ: كنْ رحيماً بقلبي ولو ليومٍ واحدٍ، كنْ مرةً جميلاً ولو لساعةٍ واحدةٍ، كنْ مرةً عصفوراً، أو وردةً، أو قنديلاً، أو حتَّى نسمةَ صيفٍ باردةٍ.
إخلعْ عنكَ ثوبَ التوحُّشِ والشَّرِ، إتركِ اللعبَ بأوتارِ حياتي ولو يوماً واحداً، دعْ عنكَ عيدانَ الثقابِ وعلبةَ الكبريتِ الَّتي تشعلَ بها قلبي وروحي، وأشعلْ لي بها شمعةَ فرحِ وحبٍّ ولو لليلةٍ واحدةٍ.
أرجوكَ أيها القدرُ كنْ جميلاً ورحيماً بقلبي ولو مرةً واحدةً.
المُرسلُ: أحدُ ضحايا القدرِ
العنوانُ: موقدةُ الحطبِ
إرسال تعليق
0 تعليقات