جدائل الحياة 💜 بقلم 💜 ليال سليم
لَثَمْتُ كَالصُّبحِ المنوَّرِ فَاهَ الحَيَاةِ فِي ذَاكَ اليَوم ، تَعوَّدتُ أَن أحبُو لأُمّي عِندَما أَتِيهُ، تَذوّقتُ الابتِسَامَةَ والبُكَاء،تَعلّمتُ أَنْ أَنَامَ فِي حُضنِ أُمّي وأَنْ أَأكُل مِن صَدرِهَا كَما مِن الدُّنيا.
عَلّمَتنِي الحَياة أَنْ أَقتَبِس مِن ضَجِيجِهَا الهُدُوء وَمِن زَحمَتِها عُزلَتِي وَمِن عُزلَتِها زَحمَةَ نُضجِي. وَأَنّ النَّحيب يُوجِع العُيونَ وَيُدمِي الأَفئِدَة،يُجثِي الرُّوحَ علَى رُكبَتَيهَا لِتَخضَع لِبَارِئها .
تَعلَّمتُ أَنَّ وَرَاءَ كُلّ حُزنٍ وَشِتَات قَلبٍ،
فَريضةٌ ضَائِعةٌ، قُرآنٌ مَهجُور، أَلبَابٌ تَخشَى العَيبَ قبلَ الحَرَام.
مِئَتَان عَينٍ وَمَائةٌ وَثَمانيةُ رِمشٍ رَمَشَت فِي لَيالِي أَياميّ ،تَمنّيتُ أَمَانِي بِوجُودِها، استَودَعتُ أَحلامِي عِند مَارّة كُثر فَمَرُّوا وَأَمَرُّوا .
وَعَصفُوا بِي فُرَاقاً لا وداعَ لهُ.
عَلّمتنِي الحَياة أَنَّ العَقل الذي ظَنَنتُه أَسِيرَ حَماقَاتِي وَمَتاهَاتِي أَصبحَ يُوجّهنِي وَيَبتَاعُ لِي الكَثير مِن النَّجَاح،
كُلٌّ يَذهَبُ تَاركاً تَوقيعاً خطيَّاً فِي الحَياةِ الدُّنيا هُوَ عَمَلُه، رُبَّما مَلَامِحَهُ.
لَكِنْ فَرِيضَتُنا الحِكَائِيَّة وَالقَعقَعةُ الحَدِيدِيَّةُ علَى طُمُوحَاتِنَا تَجلُبُ ضَوضَاءً مُحبِطَةً تُربِكُنَا وَتُربِكُ خَيَالاتَنَا المُفعَمة بِالحَياةِ، لَطَالَمَا شَابَت نِسَاءُ الوَاقِعِ وَبَلغَتْ سِنَّ اليَأَسِ.
لَا شَيءٌ سِوى أَطلالٍ مُتَباينَةٍ مِنْ وَاقِعيَّةِ الحَيَاةِ إِلِى خَيَالِها، مِنْ خَيالِها إِلَى آلَامِهَا.
مَاذَا نَروِي عَنِ الحُبّ؟
نِيرَانٌ لَا تَعرِفُ الانطِفَاءَ فِي خَلجَةِ صَدرِي،
أَتَلتَمِسُ صِدْقَ مَقوُلة "الحَيَاة لا تقفْ عِندَ
أَحَدٍ"!!؟؟
لا ..لَا تَقِفْ وَلَم تَقفْ حَتَّى ..لَا المَلل
يَتجسَّدُ الأَمَاكِن وَالأَشواقُ لَا تَكُنْ شِرطَةَ مُرورٍ
لِكُلِّ عُبورِ نِسيانٍ غَير شَرعِيّ فِي أَعرَافِ الحُبّ
حَاوَلَ التِّجَاوزَ وَالمُرورَ، وَالحُروبُ
تَستَمِرُّ كَما هِيَ ..
لَكِن مَا قُلتُهُ آنفاً قَد مرّ بِي..كُنت أَفقُد
كُلّ يَومٍ نَجماً مِن سِماء حَيَاتِي وَكَأَنَّها
إِشَاراتٌ رَبَّانيّة تِنعِي بِانتِهاءِ الحَياةِ عَلَى سَطحِ
كَوكَبِي.
فِاهِقُ عَاداتِ الهِيَام هَذا حَطَّم أَحلامِي وِبِالتّأكِيد
يَجبُ إِيقافُ هذا النّزيف المُتوارث،
عَلَّمتنِي الحَيَاةُ كَيفَ أَجمعُ شِتَاتِي بَعد
كُلِّ صَدمَةٍ، كِيفَ أُعيدُ تَرتِيبَ مِلامِحِي بَعد
بَعثَرَتِها كَتُحفَةٍ ثَمينَةٍ لا يَسمَح لَهَا التَّارِيخُ
بِالهَرَاءِ فَأُلصِقَت بِصُمغٍ بَالٍ.
تَعَلَّمتُ كَيف أَحمِلُ أَحِبّتِي عِلَى ظَهرِيَ المُتعَب الذي أَلقَى الفُرَاقُ أَتعَابَهُ علَى عَاتِقِه وَأَنْ أَركُضُ بِسَاقٍ عَرجَاءٍ .
كَيفَ أُقدِّسُ أُسطُورةَ اليَاسَمينِ البَاقِية وَأنَا
أَنتِظِرُ المَطر .
كَيفَ أَحتَضِنُ نَفسِي بِنَفسِي فِي كُلِّ لَيلةٍ
وَأَحتَوِي نَفسِي فِي لَيالِي أُكتُوبَر اللَّطِيفةِ، عَقلٌ
مَشحُونٌ بِالذِّكرَيَاتِ اللَّعِينَة وَقَلبٌ مُثقَلٌ أَذعَرٌ لَا
يَهدَأْ، كُنتُ أَروِي لِنَفسِي خُرَافَاتٍ وَأسَاطِيرَ لا
وُجُودَ لَهَا كَي أَقنِعَ نَفسِي بِأَنَّنِي قَادِرةٌ عَلى الفَقدِ
وَالهِجرَانِ وَلِلمَوتِ البَطِيء الهَارِبِ مِنْ عَصبُونَاتِ
بَقَايَا الحَياةِ المُتَمَرّدَةِ..
عَلّمتنِي الحياة أنّ خلفَ الابتِسَامَاتِ،
قُلوبٌ تَئنُ، وأرواحٌ تَحنُّ، حكاياتٌ كسرتْ قلوباً، وأخرى أَضحَكَتْ نُفوس، خِلافاتٌ وإتفاقاتٌ،وفي النّهاية نَذهَب وكَأننّا لمْ نَكُنْ ..
لَكنْ واللهِ لَنْ تَحجِب جِبالُ الأَنِينِ أُولَى أَشِعَةَ الأَمَلِ.
أَتَسمِعُونَنِي!؟
وَاللهِ لَنْ تَحجِب جِبَالُ الأَنِينِ أُولَى أَشِعَةَ الأَمَلِ.
إرسال تعليق
0 تعليقات