لي في حقنك عمر 💜بقلم 💜سارة ستار عبد/ العراق


 لي في حقنِكَ عمرٌ هلّا أعدتَ لي أياه؟؟


من: الفريسةِ التي ابتلعتَ نصفَها، و تركتَ النصفَ الآخرَ يُصارعُ التَوَهانَ. 

إلى: ضيفيَ الذي مكثَ في كنفي خمسةَ أعوامٍ، ولمْ يقرّرْ الرّحيلَ بعد. 


أكتبُ إليكَ بأصابعَ مُثقبةٍ بالحقنِ بعضَ الآلامِ، إلّا أنّي صُعِقتُ بواقعِ أنَّ الآهاتِ والآلامَ لا تُرَشُ على الورقِ؛ فاكتفيتُ بالنَّحيبِ لا أكثرَ... 

منذُ الأزلِ وأنا أنفضُ الجزعَ مِنْ ذيلِ السَّقمِ، لأُكَللَ قلبي برجاءاتٍ عقيمةٍ و بأملِ وجودِ كبسولات دواءٍ تُزيلُ أنقاضَكَ مِنْ جوفي، إلّا أنَّ سنارةَ الأملِ التي كنتُ أُحيكُ بها ثوبَ صبري، قد كُسِرَتْ... و ثوبُ الصبرِ قدْ بَلا و تمزقَ، حتى خلتُ أنَّ الخيوطَ التي حِكتُ بها تعودَ لعنكبوتٍ واهنٍ!!!

و مِنْ سوءِ حظي أنّي لا أُجيدُ برقعةَ وإصلاحَ أثوابِ الصبرِ يا سقمي...

جلُّ ما تعلمتُه في الفترةِ المُنصرمةِ هو استنشاقُ دموعي قبلَ هطولِها، و نصبُ ظهري الذي انحنى يأساً مُذْ أقبلتَ عليّ، لكنّني اليومَ على غيرِ عادتي!!،

أصابَني وهنٌ مُفاجئ، مُتشحٌ بصمتٍ مُهيبٍ، و بألفِ عبارةِ سُخطٍ بكماءَ حديثةِ الوِلادة، زُفَّتْ في جوفي بكلِّ حفاوة. 


أصابعي المُثقبةُ ترتدي وسامَ الحيرةِ كُلّما سُئِلَتْ عن سببِ ثقوبِها وقطراتِ دمٍ مُلتصقةٍ بقميصي عاجزةٌ عن قولِ سببِ وِلادتها!! 

وحدها إبرُ الأنسولينَ المُنثورةُ في غرفتي، تُصرِّحُ أنّ اسمي قدِ ارتبطَ بكَ يا علَّتي و عولتي و عدوي الأزلي... 

ملاعقُ السُّكرِ في فمي صارتْ حنظلاً منذُ عاقبتَي بسببِ التهامي أيّاها، حلوايَ وألواحُ الشوكولاتةِ الخاصةِ بي قدْ فسدتْ منذ أعوامٍ، وألفَ صديقة هجرتُها لامتلاكها أحداقً تَنظرُ نحوي بِعَينِ الشفقةِ.


أتساءَلُ: ألَا يمكنُك البحثَ عن جسدٍ آخرَ غيرَ جسدي؟؟ 

؛لأني مَلَلتُ تثقيبَ أصابعي وغرزَ الإبرِ في بطني، تالله إنّي مللتُ رغماً عنّي

دمائي شديدةُ الحلاوةِ أمستْ مُرةً بشكلٍ مُفرط، و بنكرياسي عاجزٌ مثلي، أراهُ ميتًا حتّى قبلَ زيارتِك له... 

أرجوكَ فُكَّ وثاقَ هيمنتِك البائدَ مِنْ عليّ!! 

واقطعْ أيدي العناقِ التي تجمعُنا، 

ثمّ ارحلْ... 

ارحلْ يا صخورَ الألمِ المجبولة فوقي...

اِرحلْ.

إرسال تعليق

0 تعليقات