نصوص نثرية
فراغ في فراغ💜بقلم💜أنس ياسر
يستعصي على خلايا دماغي العصبيةِ تقبلِ ما وراء الطبيعةِ .
وتستنكرُ حواسيَ خوارقَ العادةِ .
معطياتُ الواقعِ الماديةُ محكومةٌ بقوانينَ لو اختلت ثوابتها لتضاربَ الكونُ في متاهاتِ العدم ..
وما العدم !
فراغ في فراغ ..
وما الكون سوى ذراتٌ متجمعةٌ في حيزِ الوجود .. وثوابتُ الوجود ..
عناصرُ الذرات ..
نويِّات المواد ..
خلايا الإنسانِ وعقله ..
إلى الإنسانِ الكائنُ الأعظم والأعقدُ في حيِّز الحياة ..
كلها مسيَّرةٌ في قوالبٍ قُدِرَ لها السيرُ في هذا المسار .
وللكونِ وعظمتهِ، بتفاصيلهِ المتفرعةِ من العُضَيّاتِ الصغرى في الخلايا إلى الأجرامِ السماوية، مسببٍ خارجَ العبث المنظم ..
منظمٌ ..
خالقٌ ..
جعلَ من عبثيةِ انفجاراتٍ عظيمة ، كونًا منظمًا دقيقًا ..
وخلق من هذه المادة حياةً، ذكيةً ..
متطورةً، استطاعت الهيمنة على عرشِ الكائناتِ ..
ولكنها أبت المسيرَ على قوانينِ خالقِ الوجود، فتمردتْ واعترضتْ وشكتْ وجدفتْ ..
ونستْ أصلها وفصلها، وأنكرتْ من هذَبها وأوجدها، وتكبرتْ وادعتْ الكمالَ والعلو، حاولت السيطرةُ على معيطاتِ الكونِ بأسره ..
ناسيةً أنها من ذراتِ النجوم، ولا شيءَ يذكرُ من عِظم الخلق ..
ولشدةِ سذاجتها صرَّحت بعدم وجود خالقٍ لها، فعادت لعبثيةٍ لن ينظمها إلا من نظمها أول مرة ..
وما هذه السطورُ إلا انفجاراتٌ عصبيةٌ في دماغٍ حاصرته الأفكار، وعذبته التساؤلات ..
نتيجتها حتميةُ وجودِ من سببَ القوانينَ وهو فوقها، ومن خلقَ الأكوانَ وهو أعظمُ منها ..
واجبُ الوجود ..
حتى لو قَصُر الدماغُ الهزيلُ عن تخيلِ عظمته، إلا أنَّ أثارَ صُنعهِ المحكمِ والدقيق، وتصميمهُ الذكي الأعظم، ساريةٌ وتدلُ على حتمية وجوده ..
ومن أنكرها جاهلٌ، مريضٌ يحتاجُ للعلاجِ والفحصِ النفسيِّ الدائمْ ..
إرسال تعليق
0 تعليقات