مشاهد
وأنا قد حلمت /بقلم/سندس حماد
في الأحلامِ فَقَط بمقدورِكَ أن تجتازَ الخيال، بوسعِكَ أن تعتلي ريشَ الطاووسِ على رأسِك، بوسعكَ أن تتعالى على واقِعك.
أفقتُ أبحثُ عن أصلي،السبت، في الخامسِ عشرَ من أُغسطس الفان وعشرين، حينَ دَقت الساعة، مَوعِدَ زوالِ الجان، وحضورِ تراتيلِ السماء؛ في تكبيرٍة مِن مأذِن، يكادُ يَهطِلُ عليها ندى الأقدار.
تُزلزِلُ أصواتُ مأذِانِها حتى أوراق الأشجار، أفقتُ على صوتِهِ، كاَن في حُلُمي يغازلي؛ يَتَنقَلُ مِن يدي اليمنى، لليسرى، بِجنباتِ جَيدِهِ الأسمر، ذاكَ الذي تفوحُ مِنهُ رائحةُ قبلي، وعلى خصري تتربع يداه؛ على عرش أملاكهِ مُتوجة.
مُداعبًا غيرتي، على مَقرُبٍة مِن طاولٍة أُعِدت من أقداحِ الحُب، زُينت أطرافها بشموع!
فتائِلها العشق.
كان أحمد قَد أعدها قبل زيارتي الأولى لبلٍد تَبعُدُ عن شوقي أجزاٌء مِنَ الثانية، وعن جسدي آلاف الأميال؛ المحاطةِ بالحواجز، والطرقات المَرصوصَةِ بالبشر.
بَشٌر تكدسوا على خطوطِ خارطة، ليقسموا الطبيعة بها.
في الحُلُمِ هو، نثرَ الوردَ تحتَ الأقدام، وتزينتُ أنا بالغرام، فقد بدا الحبُ واضحًا، وكأني أرتدي القمرَ أقراطًا في عيني، يتأجَجُ نورهما بنظرٍة منه.
في رقصٍة كونت بيننا رابطًة أقوى، وأعظمُ من ألف ِ لقاء، كُلُ هذا كان في الحُلُم، وكنت حينها أرتدي الفستانَ الأسودَ الذي أحب، لم يكن بودي إقامةَ علاقٍة قوية، نتخطى بها حُدودَ الخطِ الأحمر، ولكني استمعتُ وأنا أتحسسُ شِفاهَهُ المخملية؛ بأطرافِ شفتي، عيني لا زالت ترتدي وجهَهُ!
ترتديهِ نورًا في عيوني بتأني مفرط،
سرعانَ ما أفقت، وأنا أتحسَسُ أجزاء الليلِ النائمِ على مَقرُبٍة مني، لأدركَ أني أحبك فقط حتى وأنا أحلم.
ولكني ورغمَ فتحي لعيني، ومغادرتي لجنةِ الأحلام، لا زلتُ أراه، ولا زلتُ أرتدي صوتهُ في قلبي أغنيًة وانام،
أنامُ بين اضلعه.
فأنا والله أعشقُه، رتبتُ حلمي مسرعة، وعقدتُ أجفان عيني وعدتُ لنومي بسلام.
#سندس_حماد
إرسال تعليق
0 تعليقات