أرجو أن يجعلني...🖤 بقلم 🖤غزل حاتم


 

" أرجو أن يجعلني ثقل دموعي أُكملْ مسيرةَ حبّنا المعهودِ "

و إنّي يا رفيق الرّوح يا خليل القلبِ لأكتبَ من حبّي و شوقي إليك خواطرَ و نصوص و كتب و روايات و لا أنتهي، إنّني أستيقظ كلّ صباح و أتعاطى جرعات الحبّ و الشوق خاصتك، إنّني أحتسيها مع كوب القهوة ،إنّها إضافة حلوة لمرّ قهوتي، و في كلّ مساء أتجرعُ من صوركَ جرعات مهدئة تجعلني أنام مع سلامٍ يشك بوجودك يا غصةَ عُمري الباقية يا راحلاً لم يكن غيابهُ بهيّنٍ ، إنّكَ من أساسيات أفكاري أخرجُ من منزلي فما إن أصل إلى قارعة الطريق الّذي كنتَ تنتظرني عندهُ لتُسمعُني الشوارع ضحكات سُجنت بداخلها و تَروي تفاصيل بقيت على أرصفتها تنتظرنا و تقصُّ  للغُرباءِ ندبة حبّنا الموعودِ يوم ترأفُ بنا الأرض و ترسلني نحوك، و يا ليتَ الأرض تنطوي على السّماء لتَجمع قلبينا. 

إنّ الله أخذ أمانتهُ منذُ سنين بينما أمانتي بالاحتفاظ بك و العيش من أجلك يا عزيزي ستُرافقني حتّى آخر أنفاسي، تشييع روح قلبي تمّ مع تشييع جُثمانك و إنّ قلبي بدون روحه ستتباطأ نبضاته و يبقى يناضل الحياة.

إنّك خيبة معلّقة على جدران روحي و بين ضلوعي و على جفونِ أعيني فكلما أغمضتها رأيتك أمامي فأنتَ خيبتي المفضلة، إنّني مصابة بشظيّة إدمانك و لو بلغت المسافات بيننا الأرض و السّماء بوسعهما ،و ثملة بتفاصيلك الباقية التفاصيل الّتي يعاهدني قلبي على النبض من أجلها.

تُرى هل تسمع صوتي؟، هل تصلك صرخات الوجع المكبوت في ضيق صدري؟، هل يصلك أملي بالموتِ لألقاكَ يا حلو مُرّي؟، أعلم بأنّها لا تصلْ و رسائلي إليك لن تصل، و دموعي عند قبركَ ستسقي الوجع الّذي نقلتَهُ لي، إنّك حيّ و موجود في لعنةِ ذاكرتي، طيفُكَ يلاحقني في كلّ مكان و روحك تطوف حولي فلا أستطيع طردكَ من أفكاري إنّك تحتلني، تراتيل صوتك الّتي شكلت لحناً لأُغنية لا أملُّ من سماعها باتت تحرقني، و تأثير لمساتك على أناملي لا يزال و سيبقى لأكتب به من أوصالِ آلامي فإنّي أبكيكَ سرّاً يا هشاشةَ خاطري المكسورِ، و ذوبان جليد الذكريات في عقلي يُغرقُني فكلما ظننتهُ سينصهر و يغادرُني عبر الدّموع جمّدهُ صقيع حاضر يعاني من برودة الظروف و الأقدار، أمّا عن شعاعِ عينيك المرسلِ مع إشراقةِ الشّمس كلّ صباح فقلبي يرصدهُ و لا أخفي عنك أنّ حياتي كانت مرهونة بنظرات عينيك، و إنّني الآن أُناشدُ الله ليجمعني بك و لو لثواني معدودة لأروي عطشَ قلبي و أعودَ إلى القوة الّتي حملتها عند وجودك.   

و ها أنا أجثو على رُكبتي على هاماتِ وجعي أتأملُ سماء حبّنا و هل تدري ماذا أخبرتني؟..أخبرتني بأنّها تشتاقَ لنجمها الأوّل..أخبرتني بروايةٍ أعلمُ أنّنا بطليها و لكنَّ الروايات الحزينة يا نبضي تجعلني أفقد أجزاء منّي، و في النّهايّة لم أجد سوى أنّ الحبّ و الحرب يشبهان بعضهما إلى حد ما و كلاهما بحاجة إلى محاربين أقوياء لا يخشون الموت و أنا كنتُ أخشى حياة تفتقر وجودك أخشى حياة خالية من ترياقِ شغفي بك خالية من لِحاف يدفِئ قلبي، أنتَ تُقاتل لتحميني و أنا أحارب غيابُكَ و شوقي و أقاتل معكَ بدعائي، و لكن ذخيرةُ حربكَ نفذتْ و أنتَ كلّ ذخيرتي لأكمل فبُتنا رماداً، إنّها رصاصة.. رصاصة واحدة كانت قادرة على إنهاءِ حبٍّ باتَ مقتولاً يناجي لقاءً مجهولٌ ميعادهُ، رصاصة دخلتْ جسدك لتقتلك و تقتلني مع شوقي و حبّي و انتظاري.. انتظرتك على جمرِ الشّوقِ و عندما اكتمل شوقي قُتِلنا فتباً لفواجعِ الحربِ و لمخاضِ الموتِ و لتلك الرصاصة الّتي شوهَتْ قلبي و لَطختْ وردة حبّنا بدماءِ الحربِ القاتلة.

|غزل حاتم|

إرسال تعليق

0 تعليقات