قناديل هلامية... 🖤 بقلم 🖤 همسه كمال الدين


 قناديل هلامية 


تساءلت 

ما كل تلك الأصوات القادمة من الأزل! 

آسرني هذا الهدوء الصاخب

أثارني الفضول..

خطوت على أحلام دنسها البشر

داعبت الرمال بقدمي

على بعد خطوتين ونصف

تلاطم الماضي والحاضر في مياه البحر

وأثار صدامهما بوحا غريبا

أغمضت عيني حتى أرى بوضوح 

أغلقت أذني حتى أسمع

رأيت قلوبا تشظت على شاطئ الهوى

سمعت أمنيات تائهة..

وذكريات تستغيث..

شعرت بملوحة تغمر كياني

تقاذفتني الأحاسيس

أدركت أن الملوحة ليست من المياه فقط!

رأيت عيونا حزينة

وقلوبا تخرج إلى اليابسة..

وأنا أغوص وأغوص في أعماقه..

وعلى عمق عدة أقدام

خيم الظلام..

ازداد أنين الوحدة..

تجمدت المشاعر..

غدوت مرجانا صلبا 

أنمو كالنباتات..

كيف أتحمل ضغط الماضي! 

أقسم أنني لست كائنا هلاميا

وإني لست صخرا

أنا لست جمادا 

أقسم أنني لست سائلا

أقسم أنني روح وجسد

إنني إنسان 

أذوب في قلب الزمن 

وأحيا على الأرض 

أحلق في الفضاء 

وأتسلق الجبال 

أفكر تارة وأشعر تارة 

أتقلب في اللحظة الواحدة آلاف المرات

نحن طعام الساعات

تطهونا الأيام على نار هادئة

وتأكلنا الأحداث جزءا جزءا 

ويحك أيها البحر! 

تفصح بأسرار العابرين للعابرين

لا تخدعني بجعبة حفظتها من الزمان 

انه طنين كاذب 

في أجوائك المريحة 

عاصفة قادمة 

برغم جمال ألوانك 

وبروز لوحة الغروب 

تبقى كأنك ضحية اغتالتها الوحدة

تستدرج القلوب والأجساد 

وفي منتصف الطريق 

تبتلعهم كإعصار 

أي غدر تحمل؟ 

أي سحر هذا؟ 

كيف تجذب الأرواح؟ 

سيبقى نورك ساطعا

ستبقى أحداث الموت إشاعة خلفها الأجداد

ستبقى معشوقا 

سيبقى ماؤك دواء 

وكل شيء بلا وجودك مجرد خواء


همسه كمال الدين/سوريا


إرسال تعليق

0 تعليقات