وجبة غداء🖤بقلم🖤إبراهيم العبد
وجبة غداء
المنضدةُ الأخيرة
في مطعمٍ شعبي صغير
تتربعُ على أطرافها زبونةٌ
مخمليةُ المظهر مطرزةَ الشعر
ترتدي قبعةً كجوز الهندِ في أوجِّ
نضجه، أسفرتْ على طلبِ شريحةَ
لحمٍّ طازجة من النوع النادر والمطهوِّ
بأصولِ عِبقِ العشقِ الفاخر وبتلاتِ الحبِّ
المكونةِ من أناملَ ملساءَ تعتلي قمةَ الروحِ
التي تتضورُ جوعًا إلى طعامها المُفضّلْ.
بَعدَ مُرورِ خمسَه عشرَ دقيقة لطلبها
تترواحُ الأطباقُ مصفوفةً كلحنٍّ أزوردي
فواحْ ونتيجةَ ذلك أُذهلَ جميعُ الحضورِ
ونفسُ كلنْ منهم تشتهي قضمةً واحدة.
دقيقةٌ أو اثنتين وإذ بذاكَ الطلب يَرجعُ
إليّ بحجةِ أنهُ لم يطها برفق..!!
طلبتُ من الطباخِ أن يعيد صياغتهُ
من جديد فتعيدهُ مَرةً أُخْرى ولكنْ
بحجةٍ جديدة..أنَّ ملمسَهاخَشِنٌ ويصعّبُ
عمليةَ المَضغْ،في هذه اللحظةِ إرتبكتْ
فليسَ من اللائِقِ أنّ يُعادَ صُنعُ الطبقِ مرتينْ
وقدْ طُبقتْ تعليماتي بحذافيرها أيّ بمعناً
آخر هذهِ إهانةٌ لرئيسِ الطُهاةِ ولمطعمهِ بأكملهْ.
قلتُ في نفسي لعلّ الخطأ في الطَهي
أخذتُ شهيقًا عميقًا و أعددتهُ بنفسي
وأقمتُ عليهِ حتى حُملَ إليها بودٍّ وسرور.
إلا أنها أعادتهُ أيضًا وبحجةٍ جديدة..
أنَّ مزاجها ليس في مكانه.
ما أمرُها ولماذا تُعيدُ الطبقَ للمرة الثالثة.؟؟
اشتدَّ غَضَبي وبنبرةٍ عالية أتحاول العبثَ
معي قلت.!!؟
شريحةُ اللحم بيدي والشوكةُ بمنتصفها هممتُ
مسرعاً إليها لأضعها بفمها رغمًا عنها.
إحمرَّ وجهي وضحكتْ شفاهي لحظةَ تصادم
أعيننا ببعضها، قلتْ..
مالذي تفعلينهُ هنا ولماذا لم يَرُقْ لكِ ماطلبتي..!!
_قالت وبكل بساطة..:
لأنكَ لم تطعمني إياها بيدكْ.
ولن يَطيبَ لي مذاقُ إيَّ طبقْ
إن لم تطعمني إياهْ أنتْ
أنتَ وحدك من أستطيعُ تذوق
يديه.♡
#إبراهيم_العبد
إرسال تعليق
0 تعليقات