مشاهد
في الليل 🖤بقلم🖤دعاء سويلم
ثمّة امرأة وحيدة، تعرض على "الفيسبوك" رغبتها في السّهر مع أي رجل، ولا هدف لها إلا ألا تبقى وحيدة، ولكن دون لمس أو حديثٍ لا يقال إلا للحبيب،
وما إن يجيء إليها السّكارى؛ حتّى تصرخ: أريد البقاء وحدي.
ثمّة امرأة ثانية غير مفهومة، تكترث بالتّفاصيل، رأت رجلا واحدا؛ فأصبح في عينيها الحياة، وكلّما قالت: هذا شعورٌ أحبّه، أنا لم أعرفه من قبل، إنّه يجعلني أتمسك بهذا العنق؛
يصبح قاسيا، لا يجيد فهمها، وهي تخاف أن يكون شبيها بغيره.
ثمّة امرأة ثالثة، سألت هذه الليلة فتاها: هل أنت معجب بي؟ أنا معجبة بك، ولا أعرف ماذا يعني الحب؟ ولكن معك وحدك أشعر أنني لا أريد العالم كله، وفي غيابك أفكّر بك وأشتاقك،
وفي الصّباح، ستندمُ ندما شديدا على فعلتها.
ثمّة امرأة رابعة، تقف أمام المرآة وتسأل: لم أكن يوما أبعثُ لأحدٍ أي رسالة، قليلا ما أبعث للرفاق، ولم يجذبني أي رجلٍ؛ لأتمكن من منحه أنوثتي كلها دون خوف. ولأوّل مرّة في كل حياتها، تقول لرجلٍ: أريد معانقتك.
ثمّة امرأة خامسة، تقضي الليل في البكاء والقراءة والكتابة والغناء، يقال أزعجت الجيران بصوتها، إنّها امرأة بكائية ولا تناسب أحدا.
ثمّة امرأة سادسة، في الصّباح، تجاهلت حياتها، ورقصت تحت المطر وكأنها راقصة في معبد.
ثمّة امرأة سابعة، ستجهز البيت وتطهو لكل معدة؛ وستعود إلى فراشها منهكة آخر الليل، تحلم بعناقٍ واحد.
ثمّة امرأة ثامنة، تهتم بجمالها الأنثوي، سيغازلها الكثير من البؤساء، ولكنها تبحثُ عن غزلٍ أقل من البساطة.
ثمّة امرأة تاسعة، لا تعرف شيئا عن النّوم، تريد أن تنام دون أن يتدخل رأسها بها.
ثمّة امرأة الآن، إنّها كل النّساء،
تحلم بالدفء القليل، ومن يجعلها تضحك ولو للحظات، ومن يحاول أن يكتشفها من نصٍ ما.
إرسال تعليق
0 تعليقات