لأجدني 💜 بقلم 💜 أيه خالد دغمان
عنوان النص : لأجدني.
في ليلة قارصة البرد حين كنت أتصفح ثنايا كتابي بين واقعٍ و حلم ، رفقة أمي. راودني سؤال في نفسي هل أنام ذات ليلة و أصبح على واقع و حقيقة لقصتي التي تقول : استيقظي أيتها الكاتبة العربية وأجد نفسي حينها حيث أصبوا...
دخلت غرفتي و أطفأت أنوارها متلحفة بروايتي على أريكتي حتى غلبني النعاس، و مِن هنا أسرد لكم ما رأيت في حلمي :
حلمت أنني استيقظت على صوت شقشقة العصافير و أشعة الشمس المتسللة مِن ستائر غرفتي. قمت بتحضير قهوتي و أنا أتأمل حديقة منزلنا الغنّاء التي يغلبها الخضار. سمعت صوت هاتفي يرن فتناولته. و إذ بها صديقتي (مها) المتصلة. رفعت سماعة الهاتف و قلت : أهلاً صباح الخير
مها : صباح الـورد كيف حالك
أنا : الحمدلله بخير ما الأخبار
مها : استعدي عند المساء سنذهب سوياً لمنتدى القُرَّاءْ و الكُتَّابْ سأقوم بإلقاء نصي أمام الملأ و أريدك أنْ تكوني معي.
ترددت في البداية و لكنني قلت لها : على خير إن شاءالله.
حلَّ المساء جهزت نفسي و ركبت سيارتي متجهة إلى بيت صديقتي لأقلها إلى المنتدى. شارفنا على الوصول و بعد دقائق وصلنا و دخلنا إلى الداخل. كان هناك حشد كبير مِن الناس -منهم كُتَّابْ و البعض الأخر مِن الجمهور- جلست بين الجمهور و أنا أُنْصِتُ بروية لــكــل ما يقرأه الـكُتَّابْ ، وقفت مها لتقرأ نصها و في نهاية النص قامت بذكر اسمي مع مزيج مِن المدح و الشكر لكتاباتي و حبي للقراءة و الكتابة ، شعرت و كـأنَّ الأضواء كلها قد سلطت عليّ. طلبت مني صديقتي أن أتقدم و أقف على المنصة و أقرأ لهم و لــو نصاً واحداً من نصوصي. و بعد إلحاح منها و مِن الجمهور قرأت لهم نصي المفضل الذي قمت بكتابته و أنا في سن الثامنة عشرَ (خـيالات) و قد نال هذا النص إعجاب الجميع. و قد أعجبتهم طريقة إلقائي أيضاً ، قمت بتحيتهم تحية حارة و أمسكت مها مِن يدها و قلت لها هيا بِنَا لنرحل الآنْ. و عندما هممنا بالرحيل استوقفني رجل كبير ف السن و قال لي أنه أعجب كثيراً بنصي و طريقتي في الإلقاء و أنه يَوَدْ و بكل حب أن أتعامل معه و ينشر لي كــل كتاباتي في دور النشر الخاصة بِه. إحمرت وجنتاي و اعتذرت منه لأنصرف و لكنه أوقفني و هو يخرج مِن جيبه بطاقة زرقاء اللـون مكتوب عليها إسمه، مرفقاً برقمه و أضاف أنتِ كاتبة و يجب أنْ تحذي حذوك و تجدي ذاتك. أخذت منه البطاقة شاكرةً له على مدحه و غادرت. طيلة الطريق كانت صديقتي تُلِحُّ عليَّ أن أقبل بعرض الرجل لي و أنني سأكون غبية إن أضعت مثل هذه الفرصة . وصلت إلى منزلي و بدأت الأفكار تأخذني هنا و هناك و أنا أستذكر أمامي أحلام مستغانمي و غيوم ميسو و دستويفسكي و لم أجدني إلاَّ و أنا أمسك هاتفي و متصلةً بذاك الرجل، و أجاب مِن فوره...
مرت الأيام و الأشهر و السنون و هو ينشر كــل ما أكتب. و كــل الكتب قد حصلت على نجاح باهر و تَمَّ نشر أكثر مِن ستون كتاباً لي و أصبحت سفيرة الكُتَّابْ العرب ، و أنني وجدت ذاتي حقاً في الكتابة .
إستيقظت مِن حلمي الجميل على صوت هاتفي يرن و كانت صديقتي مها المتصلة. أجبت على الهاتف و أنا أضحك قائلةً لها : لقد أيقظتني مِن أجمل الأحلام التي يمكن أن أتحصل عليها. ضَحِكَتْ و أَرْدَفَتْ قائلة : هيا تنتظرنا محاضرات طبية، و بعدهم لدي مفاجأة لـك يا كاتبة العرب و سيتحول حلمك إلى حقيقة. أغلقت سماعة الهاتف و تركتني باستغرابي..!
#آيـة_خـالد_دغمان👸🏼
إرسال تعليق
0 تعليقات