بطلي اليك نزيف حروفي 💜 بقلم 💜 مياز يوسف / سوريا


 بطلي إليكَ نزيف حروفي 


 اليوم المُوعد الّذي ذابت أرواحنا لقدومهِ والذي تمنينا أن تتلاشى مسافات البعد بيننا، لكي يحين وقت التلاقي يا روح القلب.

بعد عدّة سنوات عجاف، مرت عليّ بشوق مرير، ها أنا أخيراً أعود من سفري المميت بغيابكَ، حان الوقت لنروي عطش الجوى وتزّدهر الأفراح داخل صدورنا، تلك اللهفة التي في جوفي لم أتمكن من وصفها، بدأ المطر بالهطول حين تشابكت أيدينا سوياً، تعانق قلبينا وتراقصنا كالمجانين تحت حبات المطر الحنون غير مكترثين لمن حولنا، أما هو اختلط مع الدمع الذي فاض من أعيينا من شدّة الحُبّ وسعادة اللقاء، حقاً شعرتُ وكأن السماء تبكي فرحاً معنا بعد ما عاصرته معنا واحتقنت بخفاياها حتى انفجرت دامعة حُبًا.

 لم يسعنا الكون بأكمله في تلكَ اللحظة تمنيت أن يتوقف الوقت هنا إلى جانبكَ بعد طول انتظار، رؤية عينيكَ المملؤة بالعشقُ الكامن داخلها وخصلات شعركَ الذهبية المببلة جعلتني أنسى الدنيا بملذاتها، شكرت الله آلاف المرات في جوفي لأنه آلف بين اثنان جمعتهما قصة حبّ مقدس وفرقتهم المسافات اللعينة، ذاقا مر الشوق القاتل إلّا أنهم في نهاية المطاف تنعما بحلاوة اللقاء، لكن بقى هذا الموعد مجرد أمنية لامعة في خلايا رأسي كانت على وشك الأمل إلّا أنه بسبب ذلكَ التفجير اللعين فقد خسرت أمنية قلبي بأن نلتقي، سرقكَ الموت مني يا قطعة من الفؤاد، رؤيتي ألجئ إلى أحضانكَ بتشتتي لتعيدني منسقة كلوحةٍ فاز بها رسامٌ في مسابقته الأولى.

 لن أخبرك عن كمية الحزن والتفتت الذي رماني على قارعة الانكسار وحيدة، أما الصاعقة فقد ضربت روحي لتسلبها مني بعد أن عرفت ماهيتها معك فقط، هذا الخبر جائني كظلامٍ دامس اكتسحني ليمتص ألوان الحياة مني.

الأن وبعد موتك أمسى نبضي يتيمًا، أصبحت أبتعد عن الجميع لكيلا أرى طيفك بجميع المّارين، هربت من خبثهم، كلامهم، والشماتة في أعينهم، فسافرتُ مرة آخرى لكن الآن دون عودة لأني لم اعد أملك أميري لكي أعود إليه فينتظرني هو بلهفة، ولم أخرج من حالتي البائسة حتى زارني طيفكَ في حلمي وطلبت مني الخروح من حالتي السوداويّة، ومنذ ذلك الحين أصبحت أكثر قوة وجعلت من أولوياتي تلاوة عدّة صفحات من القرآن الكريم وأهديها لروحكَ النقية، وأيضاً نجمتنا التي أخترناها معاً لتكون شاهدة على قصتنا الملحمية، كما أنني بت أجلس في كل ليلة لوقت طويل وأحادثها بكل تفاصيل يومي ليبقى الشعور بأنك جانبي وروحك حولي دوماُ ولأخبرك أنّي لازلتُ على العهد بأن قلبي لم ولن يكون لسواكَ، حتى إن لم يكتب الله لنا اللقاء في الدنيا سأنتظر الآخرة لنلتقي هناك للأبد.


   من تلكَ التي التهم جوفها الجوى


نوع النص أدب رسائل

الاسم مَياز يوسف 

البلد سوريا

إرسال تعليق

0 تعليقات