صباحك شفاء 💜 بقلم 💜 محمود الحسن /سوريا


صباحكِ شفاء



أراكِ في وسطِ الصباح، فتنفرجُ تلكَ الغمامة التي امتدَّت ليلةً بأكملها، 

لكم كانَ وجهكِ أماناً بالنسبةِ لي؟!!

كانت تعابيرُ وجهِكِ توحي بالحزن، لم تعد كما كانت منذُ شهورٍ عدَّة،

أتذكري في آب، يومَ ميلادكِ، كيفَ كانَ قالبُ الحلوى مقصدَ جميعِ الأنظار، بينما كان خافقيَّ يناظراكِ؟؟؟

كنتِ الحلوى بناظري، وقطعةُ السكاكر التي أعطيتنيها ما زالتِ تشعرني بحلاوةٍ رهيبة، وكأنَّها قد غيَّرتْ طعمَ حياتي!!!

أما اليوم؟؟!!

ها نحنُ أمامَ المستشفى، أناظرُ كلَّ شيء حتى الحصى على حافة الطريق إلَّا وجهكِ، وآهٍ من وجهكِ، كأنَّهُ نافذةُ قلبي لهذه الحياةِ، أصبحتُ اليومَ أسمعُ زقزقة الطيور بكاءَ فقدٍ، وخريرَ الماء قصةً مأساوية، وأرى في المرآةِ كومةَ حزنٍ سوداء، لم تخلق حزناً فهي لم تكن سوى جبلاً من الأمل، أصارعُ بهِ الحياة، وأسقطُ أمامهُ جيوشَ اليأس،عشرونَ ربيعاً لم يستطع أحدهم تدميري، لم يستطع فعلها إلَّا ذلكَ الأحمق عندما آتني بنتيجةٍ التحاليلِ التي أجريتها، وقال: أنَّ ورماً خبيثاً قد ضمَّهُ جمسكِ، صرختُ حينها بآخرِ صوتٍ عنفواني أملكهُ وقلت :تحاليلكم كااااااااذبة، لا يُصدَّق، فلا سبيلَ للخبثِ نحوها، لم أكن واعياً لما حصلَ بعدَ إغمائي، أظنني سُلبتُ بهجةَ الحياة، فها أنا لم استعد وعيي وقد مرَّتَ سنةٌ وبضعةُ شهورٍ، قضيتها وإياكِ في ساحةِ المستشفى اللعينة، لو تعلمي يا سيدتي حجمَ الصراعِ الذي يغزوني، فكَّلما ذكرتكِ طرتُ فرحاً ومِتُّ حُزناً، لم أكن أعلم مسبقاً أنَّ مرضَ الأحبةٍ أصعبُ من المرضِ ذاتِهِ،

عزيزتي صباحكِ شفاءً لي ولكِ.

إرسال تعليق

0 تعليقات