ضفائر نحرها 💜 بقلم 💜 صبا إبراهيم / العراق
ضفائرُ نحرها عدمُ عَتقها
أحمرُ شفاهٍ اغتالهُ الدُرج
فساتينُ تقيأتها الخزاناتُ
جُلُ ماتحويهِ غُرفةُ جارتي الأرملة ذاتَ الثلاتين عامًا
مُنذ أن تزوجت البُندقةُ رأسَ زوجها
ولم يَعد...
في الثالثةِ فجرًا من كُلِ يومٍ أفيقُ بفعلِ صوتِ المُسجلِ الذي يعلو برضا الخياط
مُنشدًا (بالله ياطير الحمام الي تسافر ودي لأحبابي السلام)
أَبتلعُ ريقي وأغصُ بالسؤالِ عن سببِ تكرارِ هذهِ الأُغنيةِ بهذا الوقت
واستغربُ عن نشدها للسلام تحتَ الثرى
فأتذكرُ إننا في العراق
وأنَ الموتَ بأعيننا ليس سوی عرسٍ كرديٍّ
أتلصصُ من الشُرفةِ لأراها تجلسُ أمامَ شجرةِ منزلها التي عَلقت فوقَ جُذعها قميصهُ الأبيضُ
أتكونُ تلكَ علامةً إنه صارَ سمادًا لشجرةِ أحلامهم؟؟
أرى حولَ مكانِ جُلوسها رسائلً ورقيةً أُشبعت بالعطرِ
وبعضُ الصورِ باهتةُ الملامحِ
يقطعُ خلوتها صراخَ رضيعها أصغرُ صبيانها الثلاث
استغربُ من سكوتهِ على أُغنية حميد منصور (سلامات)
ثم أتذكرُ إن حياتنا محضُ تَطَلُّعاتٍ
ذاتَ مرةٍ تجرأتُ وسألتها عن سببِ عدمِ بُكائها مع مايُحيط بها من حفنةِ الذكرياتِ تلكَ
فتُجيبني إنه كانَ يُشبهُ وجنتيَّ بقطعة الحلوى التي يُفضل
فأنی للسُكرِ أن يكونَ مالحًا!!
صَبا إبراهيم
إرسال تعليق
0 تعليقات