غيمة ديسمبر 💜 بقلم 💜 مروة العرفي / ليبيا
_كل الأشياء تبدو غاية في الجمال ببدء الشتاء، رغم برودة طقسه، إلا أن كل تفاصيله، بإمكانها أن تمنح قلبك الدفء، صوت المطر الذي ينهمر ويطرق باب نافذتك فتذهب لتتأمل السماء بحلتها الجديدة، يتوسطها ﻗَﻮْﺱُ ﻗُﺰﺡ والشمس مشرقة، هنا تستوقفك براعة ربانية مذهلة.
_صباحا تصطف تلك البلورات الثلجية ناصعة البياض وقد غطت الأشجار، الطرقات، وأسطح المنازل، وكأن الأرض ترتدي فستانها الأبيض تماما أشبه بعروس ليلة زفافها.
_أصوات العائلة التي تجتمع ليلا ويجلسون بجوار موقد الحطب طلبا للدفء، منتظرين بلهفة أن تبدأ الجدة بسرد الحكايات والقصص القديمة، بينما الأم منشغلة بإعداد أكلة الشتاء الشهيرة ألا وهي الحساء، ولا يخلو الأمر من بعض النكت واالفوازير، لتضيف روح الفكاهة إلى لياليه الطويلة و الباردة.
_يأتي الشتاء ﻣﺤﻤّﻼً برسائل السلام، لقاءات الأصدقاء، ﺍﻟﺼّﺒﺎﺣﺎﺕ الجميلة، التي تنسيك مرارة وقسوة هذا العالم.
_ صوت إبريق الشاي، رائحة الخبز المصنوع في المنزل، الملابس الصوفية، السماء ملبدة بالغيوم ورذاذ المطر المتطاير، التزلج على الجليد، هذه التفاصيل من فرط بهجتك بها تكاد أن تطير.
_لكن يا شتاء ديسمبر ماذا عن البرودة التي اجتاحت القلب وتغلغلت بالأعماق ؟!
_من يتكفل بهذا القلب، ليذوب ثلجه، ويعود محُملا بالطمأنينة والدفء كما في سابق عهده.
_أي ﺻَﻘِﻴﻊ هذا الذي يجعلك تسير تحت الأمطار ذاهبا لمكان ما، لا تعرف وجهتك الحقيقة، ولا تريد أحدا أن يرى دموعك المختلطة بماء المطر، تحاول ترميم نفسك وإنقاذ آخر ماتبقى منك، الأمر أشبه بأن تعتزل العالم هارباً من وطأة الشعور بعدما فقدت الأمكنة التي كانت تؤويك من ﺻَﻘِﻴﻊ المشاعر.
إرسال تعليق
0 تعليقات