إلى صاحب الظل الطويل 💜 بقلم 💜 حليمة الطاهر الأنصاري / ليبيا
إلى صاحب الظل الطويل
إِلى السّيد: جوّن سمِيث
" سَيدي يَبدوا أَنّكَ سئمتَ مِن إِزعَاجي لكَ بِرسَائلي التي لا أَكفُ عَنْ الثّرثرةِ فِيها لِكلِ شَاردةٍ وَواردة تَحصلُ فِي حَياتِي؛ ولكِنّي مَاذا عسايَّ أفعل فَفتاةٌ مِثلي يأستاً مِنّ الذّين حَولها ، لا تملّكُ إلاّ ظِلّكَ لِتبوحَ لَهُ وهيّ على يَقينٍ أنّ الظّلال سَتنصتُ لهَا أكثر مِن أصحابِها.
أَليسَ هَذا غريباً بَعض الشيء! تعلقُ المَرّء بالظِّلالِ بَدلاً مِن الأشخاص؟
أعتذر.
دائمَاً مَا تُخرجنِي ثَرّثرتي الكَثيرّة عَنْ الغرّض الأسَاسي الذّي لأَجّلِهِ كَتبتُ الرّسالة .
حسناً!
سأَقولُ سَببَ إِرسالِ لكَ بِهذهِ الرّسالة: الحَقِيقة هيّ أَنّني لَم تَعد لَديّ الرّغبةَ لِمراسَالتكَ بعد الآن، لاَ أَعرفُ السَببَ وراء هَذا، ولاَ أيّ تفسيرٍ لِهذا لا أعَلمُ سِوى حقيقةٍ واحدة وهيَ عَدّم رغبتي بِمحادثتكَ إِلى أن يشَاءُ الله.
رَجلٌ مِثلُكَ تُزّعجهُ ثرثرتي الدَائمةَ فِي كُلِّ شيء أَظنّهُ سيفرّح لِهذا النبأ، وسأَكونُ مُغفَلةً إنّ ظنتتُ أنّكَ سَتحزنّ وَ لو قَليلاً؛ ولكن على الإِنسانِ أنّ يعرّف الحقيقةَ مهما كَانتْ سَتؤلمه.
المرّسلة: جيروشيا آبوت.
حَسناً!
سَتُلاحظ أَنّكَ لَم تَعدّ " عزيزي صاحبَ الظّل الطويل " وأنّ المرّسلة لَم تَكنّ جوّدي آبوت، وأيضاً رّسميةَ هذهِ الرّسالة التي كَأَنّها مُرّسلة لقائد القوات المسلحة لاَ لشخصٍ مثلك، سأوضحُ لكَ كلّ هَذا بِما أنّها الّرسالة الأخيرة التي أكُتبها لك.
لا أعلمُ لما عليّ توضيح شيءٍ لكَ، ربما لأنني لاَ أريدُ إنهاء هذهِ الرسالة بسرّعةٍ، أَو رُبما أنّ حبكَ هو الذّي يمنعني من إرسالِ رسالةٍ كهذهِ لكَ، يبدوا أنّ كل شيء انتهتْ فيهِ الرّغبةَ غير" حبكَ عزيزي " بل في تزايدٍ خطيرٍ أَخشى أنّ يُنهكَ قلبي الضعيف.
توقفِ! جودي توقفِ عَنْ التّدخلِ وحشو مشاعركِ فِي رسالتي؛ فالمدادُ لم يعد منّ حقكِ بعد اليوم بَلّ من حقِ جيروشيا فهمتِ !
نعم جيروشيا أكملي.
هكذا أفضل.
حسناً سيد جوّن سميث اسمُ صاحب الظّل الطويل مقترّنٌ بجودي آبوت التي لا طَالمَا بَعثتْ لكَ برسائلٍ مفعمةً بالحياةِ والأمل، وبم أنّ جودي لم تعد تُراسلك فأنتَ أيضاً غير موجود، وَعليّ أَنا جيروشيا التخلّصَ مِن كُلِ شيءٍ متعلقٌ بكَ في الوقت الرّاهن.
أَما الطّابع الرسمي المُستؤلي على الرّسالة؛ فهو لكي لاَ أَخرّجُ عن الموضوع الأَسَاسي للرّسالة وكيّ لا تُلقي بِهَا إِلى سلّةِ المهملات، أَظُنّكَ سَتندّهش هنّا أكثر لمعرّفتي بك، نعم فَأَنا أَعرفُ أنّكَ لا تقرأُ رسائلي ولا تُلقي لهَا اهتماماً من الأَساس، لكنْ لاَ عليك وكَما قلتُ لكَ سابقاً: تظلّ معرفتي بالحقيقةِ هيَ الأَفضل وَلو كَانتْ مؤلمة.
جيروشيا آبوت.
إرسال تعليق
0 تعليقات