أضاءت بريقها من جديد ❤️ بقلم ❤️ دعاء باسم محمد فاخوري /الاردن
أضاءت بريقها من جديد
تتطاير أوراقها متمايلة؛ كنغمات موسيقية تداعب الهواء العليل وترتشف الورود من النحل عسلها، لتتابع المسير، وبين زقزقة الطيور، ورقة الزهور.
بدأت كارلا تفرغ أمتعتها في أرجاء غرفتها، وتفكيرها المفعم بالحياة يواصل طريقه من جديد.
شهور وسنوات كانت ترتب المسافات، وتغلق الأبواب باحثة عن الراحة كما تعتقد بعيدًا عن السخافات، والهراء وبعيدًا عن الحاقدين، والعابثين تشكو جدران غرفتها آلام الإنكسار، والعزلة والمشاعر المشتتة، المتعبة. مضت عليها الكثير حتى إستجمعت قواها، وأشعلت من أصابعها ضوءًا لتنير عتمتها وتعود على قيد الحياة، مشّكلةً السطور، وواضعة النقاط على الحروف، مثابرة كل وقتها، عازمةً أن لا تبقى تلك الفتاة المنهزمة.
حيث جعلت من أوردتها قلمًا، ومن جسدها النحيل الهزيل أوراقًا وبدأت الآلآت تعمل بإنتظام، حيث العقل يصدر أوامره لشتى أعضاء الجسد، ويجتهدون ليرسموا الخيال، وتنسج الحكايات، وتدخل عالمها المحيط بالروايات تلك كارلا التي صنعت نفسها لتكون قوية، وشجاعة.
فتحت الأبواب أمامها ليضيء عالمها الجميل برونقها، وأزهرت وبدت مضيئة يانعة، وكأنها خلقت من جديد، وسارت خلف حلمها مبتهجة متوردة يفوح شذاها لكل من يراها.
من فتاة يدعونها بالحزينة البائسة، الى الفتاة التي توزع التفاؤل عمن حولها تمسح الدموع، وترسم الإبتسامة لايضريها
حاقد، أو حاسد مُحبةٌ، ودودة.
أكملت رحلتها حتى كادت تطير، وتحلق في السماء عاليًا فقد أصبحت تتفوق في عملها، وكاتبة يلمع نجمها، والطالبة المتفوقة التي شغفها للعلم، والمعارف لا ينضب.
كارلا هي شخصية ليست نادرة، بل أي فتاة لم تجعل عجلة الزمن توقفها، وتهكمات العادات، والتقاليد تأسرها في سجن الحياة؛ بل هي المرأة التي يهابها الرجال، وتكرهها بعض النساء لمجرد أنها قوية، ومميزة.
إرسال تعليق
0 تعليقات