رسالتي الأخيرة لكِ 💜 بقلم 💜 بشرى آصف العلي / سوريا



"رسالتي الأخيرة لكِ "


إلى تلكَ التي تتناثرُ حبّات البُّن تحت جلدها..

إلى تلكَ السّمراء الشّقيّة ،ذات الشّعرَ الغجريّ المجنون..

إلى خيبتي التي أُحِبّها!

كيفَ حال قلبكِ الصغير؟! كيفَ أنتِ! هل ما زلتِ عفويّة ضحوكَة أم قتلتكِ نُرجسّيتُكِ تلك ؟!..لا يهمّ.

أكتب لكِ هذه الرسالة المبللة بالحبّ او ربما مبللة بدموعي..

لا أعلم كيفَ أبدأ ..لا أعلم ماذا أكتب خيبتي أصبحت "فاجعةُ فقدٍ" يستحيلُ أن تُكتب.. إنّ حروف اللغة لم تسعفني لكتابتها أصبحت عاجزة مِثليَ الآن.

مَللتُ الانتظار ،مللتُ من الحجج الكاذبة الّتي كُنتِ تقدّمينها لي على قطعةِ الحلوة تِلك.. أصبح الاشمئزاز يلسعني بسوطِه كُلّما نسجتُ لكِ ثوباً ورديّاً من الأعذار كَي تبقَي جميلة كما عرفتُكِ.

رسمتُ لكِ لوحة جميلة و ألصقتها على عدسات نظّارتي كي أراكِ نقيّة صادقة؛ لأن صورتكِ الحقيقية أصبحت مُهشّمةً مُقززة ؛انتِ جعلتيها هكذا عزيزتي!

..........

لم أكتب لكِ كَي أعاتبكِ و لا لأتأسّف أيضاً، لا أعلم مَن مِنّا عليها ان تتأسفَ لِلأُخرى تُرى هل تُشفى جِراحنا بالأسفِ و الإعتذار ؟! للأسف لا!

بل أكتب لأتخلّص منكِ بالكامل لأتقيّأ ما تبقى لكِ من حبّ وشوق في قلبي، أكتب لأتخلّص من ضحكاتك وعيناكِ البنيّة التي أحببتها كثيراً ، و من وجهكِ الطفوليّ الذي لا يُحَبّ بلْ يُعشَق ، لأرمم جراحي منكِ وتبقى النّدبة فقط ، الندبة التي لن تزول ..

لا أُنكرُ محاولاتي البائسة لإبقائَكِ بقُربي !

تشبّثتُ بكِ بقلبي المُمَزّق و بيَدايَ المُتعبتان..لكن محاولاتك لإبعادي عنكِ هي التي انتصرت.

يُقال (ان لم يعُد هناكَ سبب للبقاء توجّب عليكَ الرّحيل) 

وأنا قد رحلت عنكِ.

..........

كتبتُ لكِ كثيراً وما زلتُ أكتب كَي أبقي أثركِ في قلبي لكنكِ في كل مرة كنتِ تهشّمين ذلكَ وتمحينه بافعالك الأنانية!

أنا الوحيدة التي استطاعت أن تشفي جراحكِ و آلامكِ ..كُنتُ لكِ الأمّ قبل أن اكون الأخت! لكنكِ فضّلتِ البقاء مع الحمقاوات أمثالكِ ، هيّا اذهبي إليهنّ الآن

..........

أصبحنا في "مُفترق طرق"

كُل واحدة منا اختارت طريقها ، لكِ حياتكِ انتِ حُرّة الآن..

لكن تذكّري شيئاً "أبواب قلبي أصبحت موصدة "لا تحاولي فتحها ولا تعودي أيضاً.

و بعد أن ينتهي هذا النص أكون قد كتَبتكِ و نسيتكِ ببضعِ الكلمات تلك، أكون قد كففت عن السّعي ورائكِ، بكيتُ للمرة الاخيرة..صرختُ باكيةً باسمكِ للمرة الأخيرة.. سأكون قد تركت دموعي لصداقتنا الخائنة تلك.

سأمضي إلى ذاتي و لكلماتي علّها تعزّيني عن مرارة فقدكِ ، سأذهب للوحدة من جديد ..


المخلصة لكِ (صديقتكِ التي أحبتكِ كثيراً)


|بُشرى العَلي|

31/3/2020

إرسال تعليق

0 تعليقات