العاشر من ايلول 💜 بقلم 💜هاجر مصطفى خليل /ليبيا
العاشر من أيلول...
أعلم أنك ذهلت هذا التاريخ ولم تتذكره ألبتة، وأنه لا يعني لك شيء أبدًا، هل تعلم؟ فقد قضيتُ ليلة البارحة أنتظرك عند النافذة كما كنت تفعل معي دائمًا، لماذا لم تأتي؟ لا أذكر أن السماء ندفت بالثلج حتى الطرقات أغلقت، ولم يكن هناك حادث سير عند الطريق العام منعك من القدوم، أعلم أنك أنت من لم يرغب بالحضور ولم يكن هناك أي مسوّغ، فأنا ككل مرة أضع ألف عذر لك ولكنك لم تأتي..
صندوق البريد مكتظ بعدد من الرسائل يفوق المئة، تلهفتُ بشدة في البداية، ولكن سرعان ما خاب أملي، جميعها كانت من شركة الكهرباء تريد مني تسديد الفواتير وحسب، لماذا كنت بخيل إلى هذه الدرجة، هل كتابة حروف بسيطة لمعايدتي وإرسالها مع ساعي البريد كان أمر صعب جدًا عليك؟ كنتُ سأفرح حتى لو كانت كل عام وأنتِ بخير فقط.
تحت غيوم أيلول المكفهرة، ألعن يوم تعارفنا، ذلك اليوم الذي كانت ذكراه تبهجني، أما الآن فعند وقوفي أمام ذكرياته أشعر بأن جميع شجن الدنيا على كاهلي، هل لازلت تكره مطر أيلول؟ هل أنت بخير؟ فمن المحتمل أن حساسية أنفك قد أتعبتك كثيرًا، لا بأس فلن تكون متعب أكثر مني.
العام الماضي في مثل هذا اليوم كنا معانقين أيادي بعض، نسابق بعضنا على من يكمل الروايات -التي اخترناهم سويًا- أولا، أذكر أنك قمت بإهدائي في هذا اليوم كومة كتب لغسان كنفاني، وقلت لي لقد جلبت لكِ أكثر ما تحبينه، كانت أجمل هدية لي على الإطلاق في جميع أعياد ميلادي، أراهم اليوم كابوسًا وهم مركونات في رف غرفتي، أشعر بأن الظلام يتسلل منهم ويجثم على قلبي، كان ميلادي هذه السنة سيئ جدًا، رغم أن عائلتي قامت بإعداد كعكة كبيرة من أجل الاحتفال إلا أنني لم أستطع تذوقها حتى، كان تعيس جدًا، لا تظن لأنه كان بدونك، بل لأنني لازلت عالقة بين دهاليزك المميتة، بين هداياك المزيفة التي اشتممتُ منها رائحة النفاق عقب رحيلك، بين أحلامنا الذي لم نحققها، بين التفاصيل الذي قتلتني رويدًا رويدًا.
تقيأتك على حبر أوراقي على هيئة قصائد حزن ونصوص لعنة وكره، رسمتك بأبشع الطرق بين دفاتري، ورغم هذا لازلت أحبك وفؤادي متشبث بك وكأنك شريان ليس إلا.
_______
العنوان : " العاشر من أيلول "
النوع : خاطرة
هاجر مصطفى خليل
ليبيا ❤️
إرسال تعليق
0 تعليقات