إنسان إنطوائي 💜بقلم 💜 نتالي ليلة / سوريا
................
إنسانٌ انطوائيّ منعزِل ، يبعث بالملل و الضّجر، لا أصدقاء لديه ، هكذا تراهُ عيناك ..
جنديّ تحلّى بالشّجاعة الكافية ليصمد سنين طويلة ، فأحْنَت الحروب ظهرهُ تاركةً ندباتٍ نازفة قامت بتشويه جسده ، و عندما انتهَت الحروب انطلق في سفينتهِ المتواضعة بحثاً عن مأوى فأغرقتهُ الأمواج المتلاحقة ..
هو أرض هذه الحرب و هو المُحارِب ، الغريق في بحرهِ و الأمواج و سفينة الإنقاذ ، البحث و الهروب و العودة ، هو التّناقض اليائس التّالي للكدمات المتفشّية ..
قد لا ترغَب في مجالستهِ ظنّاً منك أنّه مملٌّ بارد الطّباع ، إلّا أنّ هذا المظهَر القاسي و الوجه الصّامت يخبّئ في أعماقِه كوناً كاملاً من المشاعر الرّقيقة و العَذبة ، يتربّع في مركزهِ طفلٌ صغير قد يتعلّق بأبسط بادرة ...
سُكونهُ الدّائم يدفعك إلى خَدشِ مشاعره اعتقاداً منك بأنّها غائبة ، إلّا أنّك تجهل أنّ كلمة استهزاء واحدة من قلبك المُتحجّر سطحيّ الأبعاد قد تولّد بداخلهِ نيران مشتعلة تقتات على بقايا روحهِ التي أضحَتْ هشّة سهلة التمزّق ..
هو مجرّات متراكبة من المشاعر المبعثرة و الخيبات المتراكمة و الذّكريات المُتلاحقة ، مغطّاة بقشرة صامدة باقية للتمويه ، يليها الآلاف من العوائق المتينة و الحواجز المنيعة ، مُرتّبة فوق بعضها و مصطفّة بالتّناوب مع الدّروع المُتماسكة
التّي أخَذَ بناؤها سنين كثيرة خوفاً و ذُعراً من موجةٍ قد تعيدهُ إلى الغرق فيختنق من جديد ..
هو رواية بلا عنوان و كلمات غير منقوطة على أسطر شبه غائبة .. فلمَ لا تكون أنتَ القَلم و تُربِّت على كَتِف كلّ مخذولٍ و واهن .. لمَ لا تساهم في مسح بقايا صِراعاته الداخليّة و تُمسي بطلاً لقصّةٍ تكتُب عُنوانها بيديك ..
❥𝑁𝑎𝑡𝑎𝑙𝑖𝑒 𝐷𝑎𝑙𝑖𝑙𝑎
إرسال تعليق
0 تعليقات