زنزانة الحب 💜 بقلم 💜 عبير سمير الحاج / الأردن
"زِنزانةِ الحُب"
حاولتُ في شتّىٰ الأوقات، وشتّىٰ الطُرق؛ حاولتُ أن أغسل حبكَ من قلبي، وضّأتهُ عسىٰ ذنب حبك يتساقطُ مع كل قطرة.
ليتني أحببتكَ في فصلِ الخريفِ، لأظلّ أنتظر خريفًا مقبلًا، علّكَ تكونُ مُجرّد ورقةٍ تنتظرُ لحظةَ سقوطِها، لا أكثر.
أظنُ أنّي أحببتُكَ في فصلِ الشتاء، ولَرُبّما في تشرين الغدار، دلّتني علىٰ ذلك حرارةُ قلبيَ المُنطفِئة، ما عادتْ بتلك الحرارةِ التي كانتْ بدايةَ تعارُفنا، رويدًا رويدًا ومع كُل يومٍ عرفتكَ به أكثرَ كانت تنخفِض، أصبحتْ مشاعري بداخلهِ أشبهَ بمُكعبِ ثلجٍ لن ينصهرَ يومًا لرجلٍ آخر، حتىٰ إن كان أنت، أنتَ الجديد الذي سيُحبني.
هل لي أن أعيدَ أوّلَ صُدفةٍ جمعتنا؟
أُعيدُها فأتجاوزُها، أتجاوزُك، أتجاوزُ أولّ نبضةِ حبٍ أَحسّ بها قلبي المَجني عليه تجاهك.
ألسْتَ جانٍ نادم؟
جانٍ يأكلُ بعضَ الأحيانِ أصابعهَ ندمًا علىٰ جريمةٍ كان قد افتعلها، ألا يُشعرُكَ ضميرُكَ بالنّدم!
النّدم علىٰ كونهِ ارتكبَ جريمةً بحقِ قلب، قلبٍ لم يكُنْ ذنبُهُ سوىٰ أنّه أحبَ بصدق.
ذنبُك لا يُغفَر، علّ قاضٍ عادل يُصدر فيكَ حُكمَ الإعدام، الإعدام من قلبي لا أكثر، علىٰ أنّ وجودكَ وعدمه في الكونِ قد أصبحَ سواء، لكنّ حضوركَ في الفؤادِ بات أشدّ داء.
عليكَ أن تُمارسَ ما تبقّىٰ من أيامِ عُمركَ في هذا الكوكبِ عشْ كيف وبقدرِ ما شِئت، لا يُهمني أمرُك، لكنكَ لا تستحقُ البقاءَ علىٰ قيدِ الحياةِ يومًا واحدًا في كوكبكَ الصّغير، كوكبك الذي أسكنتُكَ فيه، إنّهُ بأكملهِ يسكنُ بِداخلي.
لن يُغفر لكَ ذنبُك، إنّكَ مُتّهمٌ بجريمةِ قتلِ النّبض، سلبِ المشاعر، وحرقِ الرّوح.
قد حَكمَ قاضِ القلبِ اليومَ بإعدامكَ عليكَ ألّا تبقَ فيهِ يومًا آخر.
لستُ أدري كم كان رقمُك، أيّ سجينٍ أنتَ وفي أيّ زِنزانة، جرائِمُكَ عديدةٌ والمُجرمون كُثر.
-كتبَتْ لكَ السّجينة رقم 1 في زِنزانةِ الحُب اللّعينِ أسطُرها، سجينتُك؛ لا أظُن حبّي كان ذنبًا قادرٌ علىٰ ارتكابهِ أحد، ليتك اقترفتَ ذاتَ الذّنبِ هذا، لَكُنّا الآن طليقين لا تحُكمُنا الزّنازِن، تُب عن جُرمِكَ فما استطعتُ التّوبةَ عن حُبي.
قيل "لا تشعرْ أكثر مما يجب، سينفجرُ قلبك."
علّهُ ينفجرُ عوضًا عن حالةِ الصّداعِ المُنهكِ التي تجتاحُه.
أو..
فلْتمحُ من ذكراكَ كل ما سَردتُه من سيناريو لعين ودراما مُبالغة، تعالَ فلتنظُرْ إلىٰ عيني أو إلىٰ قلبي، اختر ما شئِت فكلاهُما سيجعلانكَ تجري إلىٰ حبلِ المشنقةِ بطواعية.
إرسال تعليق
0 تعليقات