ليل الأحد الإسكندنافي 🖤 بقلم 🖤 هيفاء الحسن


 أيها الليل 

يا ليل الأحد الاسكندنافي المدجج بالصمت والسكون،

ألا تراني  

أسير وتحاذيني التوقعات العمياء، 

والأحكام المسبقة، 

ويُدق في طريقي كل يوم مسمار عصي؟ 


فقدت قلبي في تلك الأزقة الرطبة،  

ولما وجدته كان حجراً فضياً. 

أسدلتُ الستائر،  

حتى لا يهرب القمر أيضاً من غرفتي 

أشعلتُ عود ثقاب 

وقلتُ: ها أنا أُحصّن نفسي 

فانقلبت الضحكات على ظهرها  

من شدة ما أبالغ. 

... 

مر الوقت  

لم أعمر بيتاً  

ولم أكسب حرباً 

ولا عرفتُ سوى تربية القهر  

في شرفات الخدر.. 

وما كان سوى الخطر 

رفيقاً في الرحلة التالية 

وما كنتُ إلا تلويحة حذرة  

في نافذة مضيئة  

وحبيبي 

لم يكن من الأغنية سوى العُرب الشجية. 

... 

كانت الحياة عذبة في حلمنا عن الحياة  

التفتْ الأساطير حول عنق الرواة  

وشهدت الممالك انهيارها  

وعُلق الجمر منذ ذلك الحين  

على أبواب المدينة. 

آه يا حكايتنا المسكينة! 

... 

أشعلتُ الدفاتر 

أشعلتُ الأقلام أيضاً

وأشعلت ذكريات يابسة مخبأة تحت السرير  

وأشعلت خشب السرير والأحلام 

وفتحتُ رئتي على الدخان  

لأحس بأثر الهواء على جرحي  

وفي صدري انحسار الصوت 

وانخماد الحريق.. 

...  

اهديتني عتمتك أيها الليل،  

يا ليل الأحد الاسكندنافي.

سيُقال ذبلت في كنفك عواطف زهرة شرقية  

ونمت في مدرجات نهارك،  

شعلة الفكر. 

هجّنتَ أوراقي وأحلامي وأيامي  

أما عاطفتي  

فأهلية 

أهلية.. 

 

كل ما يُقال لا يُصدّق 

أفلا ترى  

ألا ترى  

كيف أن كل ما سبق  

أيضاً  

حكم مسبق؟


هيفاء الحسن

إرسال تعليق

0 تعليقات