إنَّ ما يجهلهُ الإنسان... 🖤 بقلم 🖤د.نتالي دليلة
إنَّ ما يجهلهُ الإنسان تحديداً في مرحلةِ الشَّباب، أنَّهُ وَ كلَّما تقدَّمَ في السنِّ سيزدادُ تعلُّقاً وَ تمسُّكاً بالحياة!
ففي العشرينيات مِن العُمر، تكون الرُّؤية مُلتبِسة وَ المُقارَبة غائرة وَ الحكمة مَعدومة وَ البصيرة لاتزالُ جَنيناً في أشهُرهِ الأولى
قَد يَشعُر الشابُّ أنَّهُ منبوذٌ يعيشُ بلا هدفٍ أو مُبتغَى، فيُصابُ قِسمٌ لا بأسَ بهِ منهم بالاكتئاب الشّديد وَ يلجَأ بعضُهم للانتحار!
أمّا النّاجون وَ الباقون على قَيد الحياة، يُحارِبون أيَّامهم حاملين كدماتِ خيباتِهم إلى الفراش
حتى تظهَر أولى التَّجاعيد على الوَجه، فتتفتَّح معها زهرةُ الحكمة وَ البَصيرة وَ يزدادُ عندها التَّشبُثُ بالحياة..
قَد لا يمتلك الشابُّ ما يَعيشُ لأجلهِ، إلَّا أنَّ الرَّاشِدَ يتدارَكُ المَوتَ خِشيةَ فُراقِ أطفالهِ!
وَ يتمنَّى لو يعودُ بهِ الزَّمنُ،
فيتجنَّبُ الوَجدَ وَ يتّقي الوحشةَ
وَلا يذرفُ دمعةً إلا على موتِ قريبٍ!
و يقضي شبابَهُ غبطةً و بهجةً و هناء!
فكلُّ شيءٍ إلى زوال، فإن كانَ بأساً سينقضي
و إن كانَ سروراً سينقَضي..
كانَ يتمنَّى في تِلكَ اللَّحظات لو أنَّ باستطاعتهِ أن يأخُذَ حياتَهُ بِيَدِهِ
إلّا أنَّهُ يتداركُ الموتَ منذ عشرين سنةً خشية فراقِ طفلتهِ!
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
مُقتَبَس من رواية {ميرينا لا ترى الضَّوء}
الفصل-٢٥-
-جميع حقوق النَّشر محفوظة و أيَّة سرقة ستعرِّض صاحبها لإشكال قانوني-
•• بِقلم:د.نتالي دليلة ••
إرسال تعليق
0 تعليقات