استقالةٌ من مقهى الحبّْ... 🖤بقلم 🖤 واثق العبدالله


 استقالةٌ من مقهى الحبّْ


واليومَ تمضي مرهقاً

وعاريّاً من قميصِ الحبّْ

فوقَ الرّصيفِ تبكي..

وتسكرْ

تحاولُ أن تغفو قليلاً

تحاولُ أن تحلمَ قليلاً

ولكنّكَ تلوكُ كابوساً يطردُ النّومَ..

..يطردُ الأحلامَ


منفيٌّ من بينِ أكفِّ اللّيلِ..

..في عينيها

منفيٌّ من آخر مدينةٍ تبنيها

ومن كروم التّوتِ..

ومن مشاتلِ التّوليبِ في جسمها

ومن آخِر حقولِ الخُزامى


مطاردٌ في كلّ الأماكنِ

مطاردٌ من أيّامها

مطاردٌ من ضحكاتها

ورفعةُ الحاجبِ المغريّةْ

وفَمٌ كان يزرعُ فوقَ صدركَ..

..نيازكاً ونجوما

ويزرعُ في عمركَ أيّاماً وأيّاما


والحزنُ الكبير يمشي بين ضلوعكْ

وضيا من شاماتها يأتيكَ..

..يقاومُ ذلكَ الحزنَ وكلَّ صرعاتكْ

يبني فوق ضلوعكَ كرومَ عنبٍ

وشجرَ تينٍ

وسلاماً..

ما بعدهُ ولا قبلهُ سلاما


ولكنّ الزّمانَ القديم انتهى

وانتهتْ كلّ المحطاتِ

وغطّى القمرُ المنيرُ..

..كُحل الشّمسِ

حين فَرَّ من عينها البكاءُ

وحين فَرَّ الصّراخُ إليكَ..

صامتاً مثل أنينِ اليتامى


وتخرجُ من مقهى الحبِّ مستقيلا

وتخرجُ من عباءةِ العاشقينَ.. نحيلا

تبحثُ عن وجهٍ حُورانيٍّ

تبحثُ عن شَعرٍ مجنونٍ

مثلَ حزنِ اللّيلِ كان طويلا

وتركضُ.. تركضُ

مثل المهابيلِ طويلاً وطويلا

ويعودُ قلبُكَ أشعثاً

من طولِ طريقِ النّدامى


وتُطعمُ قلبَكَ خبزاً للعصافيرِ

وللعاشقينَ القدامى

ويصيرُ جرحكَ أبديّاً..

ومطرُ عينيكَ..

..يسقي مشاتل حزنكَ والخُزامى

وتتنازلُ عن عرشكَ...

ملكاً مغلوباً بكلِّ الأرضِ

وتبحثُ دهوراً ودهوراً

ولا تلقى سلاما


#واثق_العبدالله

إرسال تعليق

0 تعليقات