نصوص نثرية
دعاء النزال -تكتب (كان يدندن ....)
كان يدندن من بعيد على عوده العربي يجلس بهدوء الملائكة يرفع ساقا فوق ساق ويتحسس الأوتار كمن يُداعب وجه محبوبته، ويحتضن العود كأنه كانه مسافر وعاد للتو لأرض الوطن .
يغمض عيناه وهو يتنهد متجهزاً للعزف فالعزف يحتاج بصيره، يطفىء سيكاره،يدمدم اللحن بشفتيه فيبعث الصوت من أعماقه،بدأت يده تتحرك فوق الأوتار كمن يلامس الحياة في ساعاته الأخيره وكان الرابط مابينه وبين العود رابطاً روحي أو لربما هو شرياني وليكن وتين الحياة. يحرك أوتاره بيد، ويحرك العالم بأسره بموسيقاه ويدخل القلوب دون طلب استذان. عزف وعزف وغرد أغنيه الحياة التي قاومته كثيراً بدأت تتمايل على كرسيها وتحرك شعرها مع كل لحن منبعث خلعت نعليها وصعدت على الكرسي لتعانق السماء استمر بالعزف وبدأت تتراقص مداعبه الرياح خصال شعرها مجدداً ويتأرجح خلخال قدمها مع كل لحن ازاد العزف حرارة، وارتفع اللحن عاليا مسرعا يعانق الغيوم ويغازل القمر ،وتمايل خصرها النحيل فبتمايله رسم خارطة جديدة للعالم، ووضعت بحركة يديها حدوداًوبتناسق رقصاتها أقامت حروبا وعقدت اتفاقيات السلام، رقصت حتى امتزح الرقص مع اللحن مخاطباً العلياء ومعلنا أنشودة جديد للحياة. وبلحظات النشوة الروحية ومع الصعود إلى السماء أنهى العزف وتوقف الرقص ارتدى قبعته وحمل سيكاره واحتضن عوده وسار إلى الأمام نظرت اليه. لم تحرك ساكناً ولم ترتدي نعليها بقيت حافية القدمين. حملت حذاؤها تحركت بهدوء سارت إلى الأمام على تراب الأيام وسارت على ناصية الحلم، لم يلتفتا ولم يكن ذلك اليوم سوى ذكرى شعرية في إحدى النوط الموسيقية
إرسال تعليق
0 تعليقات