تحت اسم مثوبة.. 🖤 بقلم 🖤 بتول ابراهيم داؤد
كانَ يملكُ من التّناقض ما يكفي حتّى تظنّه خطيئةً بعدّةِ وجوهٍ ملائكيّة بحتة!
أو تحسبهُ ذنباً يلتحفُ الطّهر تحتَ اسم مثوبة...
كانَ يستطيعُ اللعب بحرفيّةٍ مُطلقة في أنماطِ تكوينهِ الأوليّة، وإحداثِ عدّةِ نُسخٍ مُنقحة عما هوَ عليهِ الآن
يستطيعُ أن ينتقي أيّةَ صفةٍُ يريدها ويتبعها بالموصوف
كما أنّهُ من هواةِ التّشكيل
يحوّل نفسه إلى أيّةِ حالةٍ هندسيّةٍ يبتغيها
مرّةً قالَ لي أنّهُ بإمكان يديهِ أن تصيرا دائرةً تحيطُ بمركز خصري بكلّ إحكام و قوّة
ومرّةً ادّعى بأنهُ ودونَ سابقِ إنذار يصيرُ مشابهاً لشبهِ المنحرفِ في قيدِ لحظة!
ألم أقل لكم أنّه ملاك وشيطان في آن معاً؟ وأنّهُ بمثابةِ وجهين متناقضين يرضخان لعملة إنثوية واحدة...
عبثاً أُصدّق ادعائهِ هذا
عبثاً أحاول فهمهِ أو فكِّ شيفرته
عبثاً أحاول النّجاة من محيط عينيهِ
ولكن! لحسن خاتمتي دوماً يغلبني الغرق
لا أكرهُ هذا التّحول والتّشتت فيه
لا آبه لتلك الأنفاق السّوداوية التي يحاول مراراً أن يُطلعني عليها
فأنا ومذ أحببتهُ رأيتهُ رسولاً للحبِّ، وراوياً لروايتي الأولى التي لم تلد بعد على مهدِ شفتيه !
عليكَ دائماً أن تفصحَ لي عن ماهيةِ شعورك في كل وقت مُستطاع، وأن تختار لي لون أحمر شفاهي، وأن تمزّق معي صفحات الماضي المهترئة كثيرة الضياع
لم أعتد ارتكاب الوحدة، إذن...
أرجوك لا تُجلسني على أبواب الشكوك أو ترميني بحجارة من المجهول
لا تتركني أُجالس الظّنون ولو لمقدار ثانية أو دقيقة واحدة
فأنا أُنثى جميع ظنونها سوداء أو حمراء فقط، فاقطع الشّك المستوطن برايات اليقين البيضاء
خُذ بيدي إلى عالمك لكن!
اسمح لي بتوضيب نفسي جيداً في رحمِ حقيبة سفرك
أريد أن أضمن استعادة رُشدي بعد كل قبلة تمنحها لي ونحنُ في حالة احتضان
إن المصائب كالقوافل لا تأتي إلا مجتمعة
أعطني ساعديك، فأنا بحاجة إلى رقعةٍ آمنة بعد كل حرب أخوضها في سبيلك
حذاري أن تُطلعني على أيّ سر من أسرارك، فعندما تجتاحني رغبةَ احتلالك
سأصنع من هذا السّر طُعم لاصطيادك
إمّا أن أفشيهِ فتخسر، أو فلتسكتني بقبلة
فنكسب!
أطلعني على جميع أسرارك
فهي مُدّخري الوحيد من القُبل عندما يطرق الشّوق بابي
ويكشف لك عن جميع جميع أوراقي
كلّ طلباتك قيد التنفيذ ما استطعت
ولو أنّك طلبت مني أن أنام في قعر منفضتك بين أعقاب سجائرك، لفعلت
أو أن أغفو بين ثيابك المكدّسة في الخزانة، لفعلت
ولو أنّك طلبت مني أن أجعلَ من عنقي محطٌّ لأطماعكُ والقلائد، لفعلت
ولو طلبتَ العمر مني لقلت:
"سمعاً وطاعة"
أُريدك أن تعرفَ شيئاً
لستُ آيةً في الحُسنِ والجمال
ولستُ نُسخة مُعدّلة كغيري من الإناث
لستُ مئذنة، أو مدخنة، أو شجرة تين
تقتاتُ منها ما تشاء
أرجوك ميّزني، وأوجد الفرق ما بين الإناث والأثاث
ولأنّي أرى فيكَ رجلاً لا ذَكر
لأنّي أرى فيكَ تاريخ مولدي القادم الّذي لا أحد يعرفهُ سوى الله
توّجب عليَّ ذِكر ما ذُكر
----
بتول ابراهيم داؤد




إرسال تعليق
0 تعليقات