كنتِ الشفقْ....🖤 بقلم 🖤 محمد الدمشقي


 كنتِ الشفقْ:


كنتِ الشفقْ

كنتِ الرحيل بلا صدى 

نحوَ الغرقْ

و أنا مشيتُ إليكِ صبحاً عاشقاً

مترنِّماً بشذاكِ  

أسبقُ لهفتي 

و على دروبِ الشوقِ

ينثرُني  الحبقْ 

كانَ الحنينُ يموجُ بي

و تلُوحُ لي شطآنه

لأراكِ بدراً في مدى عطشي اتَّسقْ

لكنني حينَ ارتطمتُ بغربتي...

أدركتُ أني نحو وهمي مبحرٌ

في مركبٍ مثلَ القصائدِ

من ورقْ

.......

كنتِ الشَّفقْ

ما بين فجرٍ هاربٍ من أعيني و جداولي .....

و ضجيجِ ليلٍ صبَّ في قلبي 

جحيماً من أرقْ 

واريت شمسَكِ عن سمائي

و اكتفيتُ برشفةٍ...

من كأسِ ذاكرةٍ أريقَ....

على سرابِكِ و اندلقْ 

و تركتِ غيماتِ الأنين تضمُّني بلهيبِها

و على صخورِ جفاكِ

 حلمي .... كم تكسَّرَ

و  احترقْ

......

كنتِ الشَّفقْ 

مع أنني قد كنتُ في دنياكِ

كوناً من عبقْ 

و جعلتُ عطرَكِ نغمتي و بدايتي .....

و رسمتُ قلبكِ في سمائي

كي أضيءَ به المسافةَ و الحدقْ...

 قد كنتُ قبلكِ ظلَّ حرفٍ بائسٍ

يمضي إلى النسيانِ مثلَ حديثِ عطرٍ ....

في دخانِ الحربِ ما بيني و بين الآهِ 

بُدِّدَ و اختنقْ

و لمحتُ طيفَكِ ... 

فاستعدتُ ملامحي

و وجدتُني ... عصفورَ وجدٍ

حطَّم القضبانَ عشقاً و انطلقْ

كبصيصِ نورٍ  

من شذا تنهيدةٍ أضحى شعاعاً ... 

و انبثقْ 

................

كنتِ الشَّفقْ

كنتِ الطريقَ إلى غدٍ لم أنتظرْهُ

و لم أعُدَّ نجومَهُ حين انعتقْ 

أطفأتُ كلَّ  شموعِهِ 

و سكبتُ فوق دمي رماداً 

كي أعيقَ قدومَهُ 

و أسُدَّ أبوابَ القلقْ

و ظننتُ أني في أمانٍ من أساهُ 

و من سهامِ جراحِهِ 

لكنه مثلَ النُّبوءةِ 

وعدُ عشق  قد صدقْ


محمد الدمشقي

إرسال تعليق

1 تعليقات

  1. مبدع متمكن من الكلمات والمشاعر شاعرنا محمد الدمشقي

    ردحذف