عزيزتي الصفراء 🖤بقلم🖤عامر الشرع
مرحبًا عزيزتي الصفراء.
لا يمكنني أن أعتاد الغياب هكذا، لا يمكنني أن أكون كلوحةٍ عابرةٍ أمام المارة أو كعبارةً يسهل قراءتها، كشيءٍ يصلح استعماله كقارورةٍ من المياه وربما كلفافةٍ في يد مدمنٍ أشرف على الموت يلتفض أنفاسه الأخيرة وهو يقول :
ألم يحن موعد المطر إلى الآن قد مر نصف العام وازداد عليهم شهران، هم في حساب القلب لآلاف الأعوام.
نعم عزيزتي الصفراء
إنه الكاتب الأربعيني في إشرافه على النفاد من صبر اللقاء كاد ان يستنفدني الفراق وما كاد قلبي إن ينفد منكِ إلى الآن، كأنك زهور عباد الشمس تزيدين إشراقةً عند الشروق وتظهرين حلوةً كما لو أن الغروب لم يشرفكِ بزيارةً قط لكِ القمر صديقٌ يستلهم من عفوية ابتسامتك جماله وللنجوم عقارها اللامع من عينيكِ، ولي قلمي أوثق به خيبتي فأنتي تزدادين جمالًا وأنا أزداد من الأيام خيبةً كبرى.
هذا القلم يثبت ها هنا ملكيتي للحبَّ منكِ إلى الآن
وإن كنت كاتبًا فهذا لا يعني أن اكون كاذبًا ولا أسطر حقيقة فعلتي الصبيانية عنوان، تلك التي أضحيت بها أدفع عمري باحثًا عنكِ وكل الأبواب إليكِ مغلقةٌ موصدةٌ بإحكام، كأنني عالقٌ ما بين الأرض والسماء أندهكِ بمغفرةٍ...وإلههم يغفر فمن أنتِ، فلتغفري خطيئة الثالث من يناير في العام الواحد والعشرين من القرن العشرين.
من الغريب جدا أن أذكر تاريخ خيبتي كيف لها القوة أن تستجمع نفسها وتوثق تحت العنوان خيبتي..؟!
هذه هي رسالتي...
إلى نهاية المطاف بيننا كُنتِ الغطاء لفعلتي كان لليل طعمٌ مختلف وللجنوب عيسى وسيلين هم الآن أصدقاء وحدتي من أنجبهم قلمي وحلمنا، أشعر وكأن كبدي يحتوي ثقبين وأنتِ ثالثهم، أنده السماء لعل إلهها يغضب ويأتي بكِ وأبكي مرحبًا بالمطر لكنه وإن كان فهو ليس أنتِ.
ها أنا الآن أحمل على الكفوف خيبتي وأحملك على وجهي كالأقحوان ضاهرةٌ والبعض الكثير من الندبات على صدري وجميعهم أنتِ...
لكن أخبريني عن حال من يرواد قلبي ذكرهم..!
هل تصففين شعر والدتكِ الشقراء..؟!
بالتأكيد بأنها تبكي عندما تصنعين لها جدائلَ ناعمةً، يا لها من فتاةٍ بارعة فهي الوحيدة التي ترى بكِ النَّحِيط وتكتم الرؤية وتكتفي بالبكاء ندمًا كان صنيعة رجلٍ راح بين داهليز العشق باحثًا تاركًا ديار الهوى فهل تستسمح منه عذرًا فليس على ضرير القلب حرج ولا على كفيف المشاعر حرج كذلك...
دعينا من ذلك وأخبريني...
عن شعرك الأسود كيف قصصتِه..؟!
لا ألومكِ ففعلتي تستحق أن أذوق هذا العذاب
هل وجدتي عزيزتكِ بيلا بعد ما رمى بها هتلر في الجوار..؟!
لن تعود فهي تفتقد الأسمر كذلك وتعبت جدا من بطش والدها
لا زلتِ متعبة أليس كذلك..؟!،
لا يمكنني أن اقدم اعتذارًا فوقاحة من يحمل اسمي كان لها نصيبٌ من سوء فعلتي، عزيزتي الصفراء لا أعلم إن كنت سأبقى طويلًا، لكنني أعلم جيدا بأنني سأبقى حاملًا خيبتي وأن مضيت بين العالم فهي واضحةٌ على ملامحي كما لو أنها أنتِ.
عذرًا،
خيبتي تكتبني على الهوامش بينما تكتب نفسها على السطور معنونةً وحدتي بجوار أبنائي وصورتكِ في كل جدار تكتفي بأن ترسل هذه الكلمات على طبقٍ من ذهب..
لعل الذي بيننا مشيئة الله وإن كانت هكذا إذًا، لتكن.
دمشق في العام المذكور أعلاه.
٢٢/٧/٢٠٢١
٠٠:٠٠
إرسال تعليق
0 تعليقات