أنثى تسافر في دمي ❤️ بقلم ❤️ صلاح يوسف


 أنثى تسافر في دمي 

_________________


تغيبين عني 

وتهربين إلى دائرة 

شئونك الصغيرة 

هل تعرفين ..

بأن غيابك كبير جداً 

لدرجة أن العالم 

يصبح صغيراً أمامه 

وضيق جداً ..

كعنق زجاجة 

في حانة بائسة 

وأنا محشور داخلها


يلقون علي 

تحية الصباح 

فأشير بأيماءة 

ولا أقدر حتى 

على تحريك فمي 

يبدو الصباح كئيباً جداً 

وشمسه ذابلة. 

وغيابك نصل سكين 

يقطع رأس الزمن 

فتموت اللحظات

سريعاً 

قبل أن تولد 

تغيبين عني 

تسافرين 

وتهربين إلى دائرة 

شئونك الصغيرة 

وأنا لا يمكنني التوقف 

عن حبك ..

أركل مؤخرة 

الوقت المترهلة 

عندما يتأخر 

وجهك عن زيارتي 

وأصفع ذرات الهواء 

لأنها فشلت 

في اعتقال عطرك 

وألعن اليوم ألف مرة 

وأسحبه من قميصه 

إلى زاوية الشارع 

وأطلب منه الرحيل 

وأنتظر يوماً آخر 

لعله يأتيني بكِ

قلبي 

ليس مقعداً 

 في حديقة برج أيفل

 تبلله ذكرياتك 

ليس متحف اللوفر 

في باريس

تزورينه مرة في العام 

ثم تطيرين 

إلى قاهرة المعتصم

ترتبين فيها أوراقك 

المبعثرة 

وتركضين بعيداً عني 

كطفلة نزقة 

تدخنين الأرجيلة 

في مقاهيها 

وأنا هنا 

أحصي الأيام 

في انتظارك

أيتها المسافرة 

في دمي. 

____________________


 🖋 صلاح يوسف.

إرسال تعليق

0 تعليقات