ساعة الأمنيات ❤️ بقلم ❤️ رغد خالد حمودة/ سوريا
كُل يَوم وَقبلَ مَا يحين وَقت النّومِ . . .
أَجِدهَا متكئة على شَرفِهِ غُرفتِها، تَتَأمل السَّماء وتُعدّ النُّجوم وَاحدة تلوها أُخرى، وَكأنها تَرَتب أمنياتها الْكَبيرة وَالصَّغِيرة، تعدها وَتَطمئنّ عَلَيها كـ ابنتِهَا الوَحِيدَة الذِي جَاءت بَعد أَعوَامٍ مِن الخيبة، تَرتّبها وترسلها إلَى شَجَرَة الأمنيات، لطالما اِحْتَمَت دائماً بأغصانها وَتَأَملت لَوْ أَن تَتَحقق، أَما ضَوءِ القمر فـ يُرسِل خُيوط بِريقيه إلى عَينيها فـ تَبدو زَرقَاء كـ الغيم، وَاسِعَة ذُو رموش كَثِيفة وَيُعانقها الْكَثير مِن الحبِّ وَالشوق، وَعِندما تُلَحن سَاعَتِها الْمُعلقة وَسط غُرفتها البسيطة بموسيقى هَادِئة تبتسم وَتذهَب إلَى سَجادة صَلَاتِها!
أَنّها السّاعَة ١١ : ١١
حَانَ وَقْتُ الأمنيات !
أتسائل : مَاذَا تتمني يَا نَبض ؟
تبتسم وَهِي ترتدي حجاباً نَاصِعٌ الْبَياض كـ وَجْهِها تَبدو كـ الملائِكَة ،
تَجلس بِكُل مَا تَحمل بِهِ مِنْ أمنيات مُعَلّقة وسط قَلَبها عَلى سَجّادة صَلَاتِها، تَغمض عَيْنَيها بِلُطف وَتُرفع يَدَيها إلَى السّماءِ ،
تَنطق وَكُلّها رَجَاء . . .
أ
ت
م
ن
ى
أَتَمنى أَن يجمعني وَإِياه وَلو لمرة وَاحِدَة تَحت ظِلِّ شَجرة الْعِنَاق ، فـ أَنا الفَتاة الذي لا تَقوى على الحُبّ ، أمنيتي أَن أَنْظرَ إِلى عَيناه وَأَتأملهم، أَن أَملأ قَلبي بهِ وأشبعه مِن شَوقه دُونَ أَن يقاطعني أَحد، أَن أَتوه وأرتمي بين أحضانه وَابْكِي مِن أعماقِ قَلبي، أَن أَسرد لهُ سَببب حُزني الدّائم وَيمسحُ على وَجهي لِيَطمئن خَاطِرِي وَيجفّ دَمْعِي، أَن أرتمي بأحضانه كـ الطِّفْل الَّذِي يَشْتاق لحضن أُمِّه،
أمنيتي أَن أَسمع اسْمِي مِنْ فَمِهِ،
وَإِن يُردد فِي أَذاني ألحانه وهُو يُرَدده وَيبتسم، أَنْ يُمْسِكَ يَدِي وَيَأْخُذني إلَى مَكان الْحِبِّ وَالأمان، إلى الحياة الذي أحلمها وَاكتب عَنها ...
"أتمنى يَا أماليا أَن أُقَابِل رَسُول الله"
هَذِه أَكْبَر أمنياتي !
وَلَا كَبيرة إلا هِيَ .
إرسال تعليق
0 تعليقات