في سن السادسة 💜 بقلم 💜 محمد الحسين
عندما كنتُ في سنِّ السّادسة
غرِمتُ بِالأشياءِ القانونيّة البسيطة
كَ لوحة الجّنود المُعلّقة
على جدرانِ المدارس
وعدم مُخالفة قوانين
النّظافة في جميع الأماكن ؛
في صفِّ الأوّل
رأيتُ صديقي
يرسُم على الجّدار المجاور لِمقعدهِ
قلباً صغيراً، يتوسّطهُ سهماً
فذهبتُ إلى المُعلِّمة
وشكوتُ لها عمّا فعل
فَضَربتهُ بِقسوةٍ
ودموع الطّفولة تنزُف على خدّيهِ
جلسَ في مقعدهِ
وأخفض رأسهُ يحملُ كرهٌ شديدٌ ليّ ؛
وفي يومٍ مُشمس
كنّا نلعبُ كرة القدم في باحةِ المدرسة
حينها رأيتُ صديقاً آخر
يركلُ الكُرة على لوحةِ الجنود
المرسومة على الحائط
وسَمِعته وهو يستهزء بهم
فأخبرتُ المُدير بما قالَ ذاكَ الصّديق
فضربهُ بِقسوةٍ أيضاً
وبكى الطِّفل
ثمَّ عادَ إلى الباحةِ
حامِلاً بغضاً كبيراً ليّ ؛
اليوم
بعدَ عَشرة أعوام
أقف عندَ أحد المقاهي
وأنظُر على ما تعلّقَ على جدرانِ
المباني الضّخمة
وأسمع جنديٍّ وهوَ يَشتُم النِّساء المُشرّدة على الطريق
وأبقى متيقّناً أنَّ أولئكَ الطفلان
بعدَ عشرة أعوام
يسمعون ما سمعتهُ الآن
ويَرون ما رأيتهُ الآن
وهم يشتمون الآنسة
والمُدير
وهؤلاء المُنافقين اللذين تعلّقت صورهم على جدرانِ المدينة
وذلكَ الجندي الذي يشتُم النِّساء
ويقومانَ بِذكّري
أنا الذي كنتُ أخافُ على هؤلاء المُنافِقين
لِتنتهي الشّتائِم عليَّ
ودموعَ طفولتِهم تبقى مُتعلِّقةً بيّ
كالقِلادةِ في عُنقي.
إرسال تعليق
0 تعليقات