إنفصام 💜 بقلم 💜 المؤيد زياد ابراهيم


 انفصام!

ما إن لبثْتُ أفتحُ عيناي على عالمي اللّعين حتّى أدركْتُ حقيقة الأمرِ،وهي كالتالي:لا شيءَ جديد ما إنْ أستيقظُ على هذا الواقع الأليم،وأستسلمُ للنّومِ في عزلتي المريضة،حتّى تزحفَ أصابعي نحو علبةِ السّجائر أسحبُكِ يا مدلَّلتي ،أبحثُ عن ولّاعتي أجدها،أشعِلُكِ وأتلذّذُ بكِ يا عزيزتي!

كم أنتِ منطقيّةٌ ،لا وبل منطقيَّةٌ جدّاً تفتكين بالفؤادِ ويتدفّقُ سمُّكِ إلى العقلِ ليهدِّء من روعهِ،الّلعنة عليكِ مالبثْتُ أن أشعتلكِ،لا بل تبّاً لي من أخرقٍ لعين لا يأخذ بكِ شفقةً،لتطمئنّي ها هي صديقتُكِ في طريقها إليكِ.

لا أدري إن رأيتُكِ في حلمي أتكونُ رؤيايَ حلماً جميلاً،أم كابوساً لعيناً،لكن جلُّ ما أعرفهُ أنّي عندما أقابلكِ ذات حلمٍ أضحك باكياً،وأبكي ضاحكاً..أكرهكِ لدرجةِ أنّي مجنونٌ بكِ،وأحبُّكِ وأنا أعتلي عرش كرهي لكِ!

نلتقي ثمّ لا نلتقي حدَّ أنّي أغتربُ حينَ شروقكِ،لا بل أشرقُ حينَ غروبكِ!

●فلتهدِّء من روعِكَ لا تستحقُّ كلَّ هذا الانفصام.

○كلّا من أنتَ؟..ومن أينَ أتيتَ؟

●أنا وجهُكَ الثاني،أنا أنتَ وأنتَ أنت،أتيتُ مِنكَ أنت وسأنتهي فيكَ أنت!

○وماذا تريد؟

●رائحةُ سوداويَّتكَ تثيرُ اشمئزازي،رائحةُ الحريقِ كريهةٌ ألا تشمّ؟

○أنا لا أشمُّ إلا رائحةَ سيجارتي الأثيرة.!..تثيرُ اشمئزازكَ؟ من طلبَ منْكَ أن تكونَ هنا؟

ذنبي أنا يا كلَّ ذنوبي؛ما كان حريّاً بي أن أشربكِ،كماءِ البحرِ أنتِ،كلَّما شربْتُكِ ازدادَ عطشي لكِ!

●أنا لا أنتظرُكَ أيّها اللّعين،أحضر في الوقتِ المناسب.

○وما الذي أتى بكَ؟

●مؤتمرٌ بسيطٌ بيني وبينكَ،وآخرٌ معقَّدٌ بينكَ وبينكَ!

○فلأحضّر نفسي.

أنا جاهزٌ الآنَ،قد دعوتُني ودعوتُ نفسي ،وبالتأكيدِ دعوتُكَ..الآن ماذا تريد؟

●أريدُ أن أجعلَكَ تعيشُ في سبعِ سماوات،في كلِّ سماءٍ سبعُ أبواب تُفتَحُ على الجحيم،كلّما فتحْتَ باباً تصلُ إلى الّلاشيء.

○عذابٌ فقط ها؟

●ومنْ أنت لأعذِّبَكَ؟

○أنا أنتَ،أليس كذلكَ؟

●كذبْتَ،عليكَ اللّعنة،ما قُلْتُ:أنا أنتَ وأنتَ أنت!

○ارحمْني يا أنايَ من هذا الاعوجاجِ،أدفنُ نفسي في كلِّ يومٍ ألفاً وألفَ مرّةٍ،لا فائدة لعلَّ لعنة الخلودِ أصابتني!

●اصمت! ما خُلقْتَ لتموتَ وأنتَ لا شيء،بل فليمت هذا العالمُ كُلُّهُ وأنتَ تدخِّنُ شريفتَكَ العاهرةَ!

تخلَّص مِنكَ أقولُ هذا لأني أعلمُ كم تحبُّها.

○ومن قالَ أنِّي أحبُّها؟..أنا أكرهُها أكرهُها، ألا تفهمون؟

●كرهُكَ لها لا يزيدُكَ إلّا شغفاً بها،أنا أعلمُ ما تدّعون.

○اللّعنةُ عليها؛تريدُ أن أقلعَ عن التدخين،لعنكِ اللهُ أتحسبينني عندكِ مأموراً،أم مسجون؟!

سيجارةٌ أفضلُ من وجهكِ!

●اللّعنةُ ما جازَت إلّأ على الشياطين.

○أعلم،لكن أتحسبُها إنساناً؟..ما هي إلّا عاهرةٌ هربت من قعر الجحيم!

●إذاً لمَ توليها كلّ هاكَ الاهتمام؟

○لأنّها لا شيء تحفل في دنيا تنعمُ بكلِّ شي!

الآنَ بتِّ تعلمينَ مكانتَكِ العالية الدنيئةَ في قلبي،فلتذهبي إلى الفردوسِ الجهنّميِّ،أكتبكِ على أوراقٍ من هواء،وأنطقكِ بحروفٍ من الصّمت،انتهيتُ وما انتهيت.

لا لا لا أنتِ ثانيةً،اغربي عن قلبي

...تبّاً.

BY:AL_MOA'YAD ZIAD

                                                                                                                                                       

#M_Z_I

إرسال تعليق

0 تعليقات