ولن أقول شيء أخر 💜بقلم 💜 أحمد الاكشر
احمد الاكشر
ولن اقول شيء اخر
.......
صدر لي أخيراً مجموعتي النثرية الأولى
( خلف الجدار يوجد شيء)
تجمع الحضور و لفيف من الأدباء و النقاد و قليلٍ من العابرين لحفل توقيعي على بعض النسخ
سمعت همساً آتٍ من أخر القاعة لها .. بعده تعالت ضحكاتها.. بعده أزاحت النقاب عن وجهها و دنت من طاولتي و اقتربت
سألت : أحمد ؟
قلت : ما زلت بنفس الاسم . منذ خرجت للحياة فَلِمَ أغيرهُ
قالت بعد أن دنت اكثر (فشعرت بنسيم بحرٍ ابتلعني داخله)
: حسناً .. ا مازلت تتفلسف كما أنت ؟
قلت : بلى
و استطردتُ : أليست الفلسفة في كل شيء
أليست هي التي تضع الموازيين العقلية حين ترجيح أمرٍ على أمرٍ أخر
أو ليست هي التي تنبش في جذور الحكاية .. تُجرِدُها تماما ً من أي دخيلٍ عليها.. تنقيها .. تهذبها. و.... و..
صمتت و عادت خطوتين للخلف و نظرت لي نظرة شمولية تجريدية هي الأخرى و قالت : هذه فلسفتي
أنظر
معطفك البالي لم يتغير
شعرك كما رأيتك في أول مرة .. يجب له من عملية تمشيط اجبارية
أما حذاؤك فحدث و لا حرج ..
و رباطة عنقك لم تربطها بإتقان
الآن جردتك من كل شيء كما تزعم فما هي حقيقتك ؟
دنوت في هذه المرة منها و صوبت نظري إلى عينيها
كادت أن تفر من اصابعي هذه المرة ايضاً
لكن الجدار خلفها منعها
و تحررت من عقدتي معها و انفجرت .
قلتُ : حقيقتي أني رَجُلٌ ذَكَرٌ هويتي ليست فيما أرتدي أو ما تحمله جيوبي
لكن عقلي يستطيع التنبؤ بالآتي أسرعُ منكِ
اندهشت و حاولت التخلص من الحصار و لكن فشلت
كان الآتي بالنسبة لها مخيفاً
فخلفها جدار و أمامها بركان خامد حتى تلك اللحظة لم ينفجر
فهجمت بسؤالٍ واحد
أما زلتِ تدسين خطاباتي في حمالة صدرك ؟
قالت إن كان خلف الجدار هذا أي شئ ..
فأنا مازلت أفعل ذلك..
أحمد الأكشر
إرسال تعليق
0 تعليقات