صرخة وجع 💜 بقلم 💜 هند مصطفى ابو عامر /ليبيا
بعنوان "صرخة وجع"
في إحدى الليالي ذهبت إلى سريري أفكر، وأنا تائهة في التفكير، جاء إتصال من أخي الذي سافر منذ مدة طويلة من أجل الدراسه، أخبرني أنه نجح بتقدير ممتاز على مستوى جامعته، و بأنه سيأتي غدًا لنحتفل بنجاحهِ فرحت فرحةً لا أقدر على وصفها، أخبرت عائلتي بذلك، في الصباح الباكر قمت بتجهيز نفسي لذهاب إلى المدرسة ، أنهينا قراءة دروسنا وجاء وقت الاستراحة، ذهبت إلى الساحه وفجأة! أتى ابن أختِ مسرعاً، ووجهه شاحب وقلبه يخفق، قال لي : أسمعتي؟ أجبتهُ على الفور بلا ، قال: أخواكِ الإثنين قد توفو💔 ذهبت مسرعةً إلى البيت دون أخذ الإذن من الإداره، وصلت إلى البيت وهنا كانت الصدمه! أجد بيتنا الكبير مليئ بالناس، تسألت ماذا هناك؟ أخبرتني الجارة بما كنت أخشى سماعه عن الحادث الأليم، كان قلبي يخرج من شدة الخفق، لم أصدق ذلك وجدت عائلتي جميعها منهارة بالدموع ، ياإلهي! فرحتنا تحولت إلى خزان أحزان، جلست وحيدة لم أجد من يساندني في ذاك الوقت أعترف بأنني بكيت ولكن صبرت وتحملت ،سألت عن أمي أين هيا؟ أخبروني أنها ذهبت هي وأبي وعمتي إلى إخوتي ليحضروهم إلى هنا، وصلت الجنازة بسيارة الإسعاف الساعه 1:15 مساءاً قاموا بغسلهم وتكفينهم ،دخلنا لرؤيتهم ثم قرأنا القرآن عليهم، تحدَثَ أبي معي قليلا، ثم أخبرني بأنه سيتم دفنهم بعد صلاة العصر، جلست وحيدة كعادتي أفكر يا ترى أهذا حلم أم حقيقه؟ سمعت أبي ينادي باسمي ،نهضت مسرعةً.قلتُ لهُ ماذا تريد؟ أخبرني هل تريدين رؤية أخويكِ للمرة الأخيره؟ أجبته بنعم ، دخلت لرؤيتهم إنها لحظة وداع أبدية ،قاموا برفع الجنازتين وأخرجوهم ، لم أسمع أحدًا منا قد صرخ قط ، أسمع أصوات زغاريت تتعالى فقط ،أنهوا مراسم الدفن قاموا بتجهيز العشاء ولكن لا أحد يريدُ أن يأكل، كنا نفكر كيف حدث ذلك،ذهبت إلى سرير وضعت رأسي الثقيل علي وسادتي ، ثم أخبرتها بما حدث، نعم أخبرت وسادتي بذلك، لأني ليس عندي أصدقاء ليخففوا عني ،بكيت ثم بكيت ثم غرقت في النوم، وفي الصباح الباكر وجدت نفسي مشلولة لا أستطيع النهوض من فراشي منكسرة وهشة أجد على يدي آثار من شدة الحزن ،عينايّ متورمتان من شدة البكاء، أقسم بأني لست على مايرام هناك شي بداخلي يحترق ويجعلني أحزن، و أن صدري قد ضاق ، أصبحت أتمنى الموت في كل وقت، وأنا بهذا السن، لست عاشقة أو أني انفصلت على شخص أحببته...
أنا التي فارقت شخصين كانا يعنيان لي كل شئ🥺💔 كانوا إخوة وسند وهيبة، رجلانٍ بمعنى الكلمه، حاولت استعاب ما حدث ولكن لا أستطيع أن أصدق ماحدث ليومنا هذا ،مازلت أكذبُ ما رأت عيناي ذاك اليوم، وكلما أتذكر ذلك اليوم البشع يهزني كياني و أرتعش ومن ثم أشعر بالبرد وجسمي يرتجف، لا أستطيع الإمساك بنفسي..!
لا أتحمل الفراق وأنا في سن الثانية عشر ولا أتحمله إلى الآن، لازلت صغيره قلبي صغير لا يتحمل الفقد شخصين في دقيقه بل ثانية ،ضاقت ومالت الدنيا على كتفي...
حين رأيتهم مكفنين وباردين وعيناهم مغمضة ووجوهم بيضاء ومبتسمين لا أستطيع الكلام أو الوقوف أبداً كأنهم نائمون في سبات عميق، كنت حزينة ومحطمة ومنكسره كادت روحي تخرج، أتذكر حينها ذرفت مني القليل من الدموع كان ماعليا إلا أن أقف بجانب أبي وجدتي وأمي، كلنا لم نصدق ذلك ولكن الحمد لله، لم نصرخ ولم نبكي بكاء يهز العالم صبرنا على ذلك، لا أستطيع نسيانهم كيف أخرجوهم من المنزل مكفنين الايادي والأرجل، لم أصدق بأنهم ذهبوا بلا عودة ،ولم أصدق خبر وفاتهما ..!
إنهم إخوتي الذين كانا كل حياتي وكل شي، لم أقضي معهم وقتا طويلا ولكن كانت لحظاتي القليلة معاهم جميلة مليئة بالحب، كنت الطفله المدلله، كانوا نادونني بالجميلة أو بزهرة المستقبل، أقسم لكم بأنني تائهة ، لا أستطيع فعل شي مكتوفة الأيدي هناك شيءٌ ما عالق في ذاكرتي ولا أستطيع الخروج منه.
موتكما كانت فاجعة لنا كان يوم ولا كل الايام، أقسم بأني أكتب والدموع تتساقط ولا أستطيع شرح لكما كيف أتت بكم سيارة الإسعاف ونزل منها أبي وعينيه قد كغى عليهما اللون الأحمر ، أبي صبر وتحمل ولم يبين لنا أنه ضعيف ويستطيع الوقوف بنفسه، كان بيتنا الكبير يعج بالناس إنها فاجعة أليمة جعلت الحجر يبكي ليس البشر فقط، ستبقى تلك الفاجعة طوال العمر، لم أصدق أنكم ذهبتم أنتم في قلبي دائما ودعائي يتردد لكم، هذه الحياة اختبرت صبري بطريقة قاسية جداً، جعلتني أنحني كثيراً وكسرت كل شئ بداخلي، لكن وقفت على نفسي وقلت الدنيا هكذا اليوم إخوتي وغدا أنا، ما عليا إلا أن أهتم بصلاتي والقيام بالعمل الصالح لعلى أجد شيئًا في الاخرة.
لا أريد منكم شيئا سوى الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة❤🥀
"ولا تحسبن الفراق هين"
إرسال تعليق
0 تعليقات