خريف القلوب 💜بقلم 💜 أحمد عيد الفار / الأردن
خريف القلوب!
تأتي على القلب فصولٌ يتساقط فيها أناسٌ كانوا قد زينوا حدائق القلب بحضورهم، لونوها بالورود والأشجار، ونثروا في أرجائها الطيب والياسمين، وبعضا من غبار الحب السحري!
فصولُ خريفٍ تَصّفرُّ فيها الابتسامات، وتهوي بها أغصان العلاقات ، وتملئ أرجاء الروح حطاما، فصولٌ تُصبحُ على جفاف هواؤها، وتمسي على برودة وحدتها، لا النفس تطيق نسماتها، ولا الروح تنعم بها!
أطنانٌ من الغبار تغطي زرقة سمائها، وجيش الاصفرار يجتاح خُضرةَ أرضها، ليس الخريف فيها جميلاً كخريف الأفلام أو الصور،فأزهارها شوكٌ يغرس الألم بقلب صاحبه، وثمارها ضريعٌ لا تُسمِن ولا تغني من حياة، وأشجارها من زقّومٍ، تعتلي جذوعها رؤوس شياطين، قبّحها الله من جذوع ورؤوس!
يمتاز خريف القلب بساعاته الطوال، ودقائقه البطيئة، عقرب الثواني لا يكاد يتزحزح من مكانه، وتنتشر فيه أمراض الكسل زكام الملل وقلة الشغف وبغض الأمل وسُبات السرير، وتقرحات الطموح، وتعاسة الصدر، واختناقٌ متكرر!
انظر الى أعراض تلك الأمراض النفسية، فذبول العين، وتقوّس الظهر ، والحركة الثقيلة، والغفوة المتكررة بعد ضجيج المنبه، والميل إلى النوم، و عطاس التشاؤم المزمن، كلها أعراضٌ لمن أصاب قلبه الخريف، وعششت في داخله التعاسة!
ولكن، التفت قليلا تجاه الناحية المشرقة، أليس شتاء الغيث قد اقتربت أمطاره؟!
تمرّ سنوات الخريف ببطىء ولكنها ملحوقة بسنواتٍ من شتاء الحياة، يأتيك الفرجُ فيها على قدر صبرِك في خريف القلب، والفرحُ محمّلاً بسحابِ السعادة، يهطل على قلبك بالودّ والحب والسكينة والراحة!
فقط اصبر على عجاف السنين، تأتيك من بعدها أعوامٌ تغاث فيها روحك، وتنعم بها نفسك!
أحمد عيد الفار/ الأردن
إرسال تعليق
0 تعليقات