في بيروت 💜بقلم 💜 باسل العبدالله


على الشاطئ الجنوبي.. أركن نفسي على إحدى الصخور.. أدخن كثيراً هنا متأملاً البحر.. وذاك الجبل الهرم خلفي كأنه يستند عليّ..
هنا.. أرخى الليل سدوله وغلبتني الذاكرة.. حين فتحت إحدى صفحاتها الممزقة التي تحمل بين سطورها المتكسرة.. أنتِ..
أعتقد بأنك أم لفتيةٍ الآن..
بدأت بالتفكير بك وماذا حصل لك، إحساسي محتدم ومضطرب كموج يرتطم بصخور أشبه بقلبي المنهك الذي أكله صدأ الشعور.. وحلت به هشاشة من صفعات القدر البائس الذى لم يرضَ غيري مذنباً في كون مليء بالمنافقين..
وفية تلك الصخره ألا يكفي أنها استمعت لي قليلاً دون تذمر من ثقل حلم عجزت أنا عن حمله..
يهمس لي البحر بحروف اسمك أسافر بخيالي قليلاً بعزم ويقين أننا سنكون سعيدين.. ،دعيني أمنحك قليلاً وقليلاً جداً من ثقة النفس..
أنا وإن نسيتِ.. رجل الليل آوي إلى مغارة في سفوح الجبل.. أعيش في المزارع.. أحب المغامرات.. ولا أحب الترف وسهر الغرف الجرداء المعتمة والحياة السرية الخاصة المليئة بالكذب والأساطير الملفقة..
حلمي إرثي.. غرفة في إحدى ضواحي باريس.. تسكع بشوارعها المنمقة.. تكفيني سبع ليالِ في قلب باريس حيث الفضاء والأرصفة المنعزلة عن وحشية الوحدة المفترضة بعالمي..
أما آن الأوان ليكتب القدر لنا هذا..؟ وتأتي تلك اللحظة بسرعة بسرعة.. لحظة ولادة حلمي الذي أيقظتني منه ريح غيابك..
يغيظني القدر من جديد..
هاهو يمد يده مداً يرتطم بقدميّ ليحرمني حتى الحلم..
ليذكرني في يقظة أشبه بالموت أن علي العودة لغرفتي الجرداء.. الفارغة من كل حلم..
وتحضير مائدة الطعام الباردة..
وأقبل إلى بأس السرير برحابة صدر..
ذاك البأس الذي حملتني إياه عواصف شوقي والغياب..


باسل

إرسال تعليق

0 تعليقات