انا الفراتي💜بقلم💜محمد صالح عبيدو

أنا الفراتيّ...

أنا شهقةُ القصبِ ورعشةُ الحرملِ وترنّحاتُ السّنابلِ ونشيجُ الربابةِ...
أنا بحّةُ التاريخِ وسعالُ الحضاراتِ وأنفةُ التلالِ..
أنا نحيبُ بابلِ وتنهداتُ آشور وصداح آكاد..
أنا الدموعُ في ليلةٍ ماطرةٍ وأنا الشموعُ في ليلةٍ مقمرةٍ..
أنا أولّ قصائدِ السجعِ وآخر عناقيدِ الوجعِ.
أنا تثاؤبُ الغروب وانبلاجُ الصباحِ...
أنا الشفقُ في نهايةِ النفقِ والغسقُ في نهايةِ الأفقِ..
أنا صهيلُ اللهفةِ وملءُ الأشداقِ ..
أنا رعشةُ الأيادي الملوحة ونواح الحقائب المُودِّعة..
أنا المخّرجُ في مسرحيةٍ ماتَ البطلُ فيها وانتصرَ الكومبارسُ ..
أنا حرفُ السّينِ في معادلةٍ مستحيلةِ الحل و المجرمُ في روايةِ المجّهولِ لأجاثا كريستي ..
أنا رجفةُ الفزّاعةِ في نهايةِ موسم الحصادِ...
أنا حرارةُ الشّمسِ في شهرِ كانون ولسعةُ البردِ في شهرِ آب...
أنا أولّ اوراقِ الخريفِ المتساقطةِ وأولّ أوراقِ الربيعِ اليانعة..
أنا ابنُ لمبةِ الكازِ ورُحى الشعيرِ وخبز التنور ومدافئ الحطب ...
أنا ابنُ الهواءِ الغربي المحمّل بنسماتِ العشقِ...
أنا حبّةُ مسابيحِ الحرملِ بيدِ أمهاتِ الرّيفِ البعيدِ...
أنا الغصنُ الذي امتطى صهوةَ الحديدِ وأصبحَ فأسا˝ في المدينةِ...
أنا المستجيرُ من الوطنِ بالغربةِ واللاجئ إلى مالست أعرفُ..
أنا ابنُ ضفافِ الخابور الذي تبكيه حشرجةُ ناي وترقصهُ دندنةُ كمنجةٍ..

محمد صالح عبيدو

إرسال تعليق

0 تعليقات