مشاهد
مطرقة فكر 🌿 بقلم 🌿 أشواق عناية
بشكلٍ غَير إعتيادي وَطَريقةٍ غَير مَسبوقة ، عُدتُ إلى بيتي مُتَرَنِحةٍ كَسَكرى أَفرَطَت في الشُرب ، ثكلى مِن فَرطِ التفكير ، بعد مراسم زواجٍ لإحدى الفتيات في القرية ، دارت عَجَلةُ الأفكارِ في رَأسي خَلَقت ألفَ فِكرةٍ في الثانية وَ عَصَفت ذاكرتي بشكل مهيب .
تَساؤلاتٌ جَمة لم أجد لها أيَّ نَوع ٍ مِن الإجابة حتى أني لم أستَطِع إختلاقَ المبررات. لماذا يفرض علينا كنساء أن نَبذُلَ جُلَّ جُهدِنا لنبدو أَجمل ؟
العديد والعديد من مُستَحضراتِ التجميل ، أثوابٌ مُزركشةٌ بِشكلٍ مُبالغٍ فيه! ما الأمرُ الذي قَد يَدفَعُنا نَحنُ ( قلتُ نَحنُ لأني أقصِدُ نَفسي أيضاً ) لِنَفعَلَ ما نَفعَلُه ؟ مَن الَذي وَضعَ لَنا تِلكَ الخُطى لِنَسيرَ عَليها ؟
لا تَتَعجلوا الإجابة و تَستَبِقوا الأمور وَتقولوا بِأنها الفطرةُ الأنثوية المعجونةُ بِكمٍ هائِلٍ مِن َالإهتمام ، لو أنَّ هَذه العَجينةُ خُبزت بِطريقةٍ أُخرى لَكُنا حَصلنا على منتوج أفضل .
أذكرُ أني خِلال الحَفل كانت تَنتابني لحظات من الشرود بعدَ تَحديقٍ طَويلٍ بِعيوِن الحضور ، كانت عُيون البَعضِ تَعتَليها نَظرة مِن الحِقد لكنه يُخفيها بإبتسامةٍ خَبيثة ، وآخرٌ مُتَجَهِم الوجه وكأنما لا يعرف البشاشةَ إطلاقا ، وأخر مَن يَصطَنع السعادة ولكن عُيونه تَنطِقُ بِشيٍء مُغايرٍ على الإطلاق ، بالإضافة لِبعض التمتمات التي كانت تَخرج من بين الحاضرات ( لو إنها مش حلوة كان ما اتجوزت ) ، فأجابتها أخرى ( ليش من وين الحلاه والله ما بعرف على شو ماخدها ماخد عود )، وَقفتُ وكأنما لَطَمني أحدٌ بِكَفه على وجهي، وكانت الدَهشَة تَعتلي مُحياي ولا أخفيكم سرا باني شعرتُ بِحاجةٍ للتقيؤِ بَعدَ هذا القول اللاذع .
كنت سَأسالُها ماذا تعني كلمة ( حلوة) بالنسبة لك ؟ لا أُريد تعميما أريد تخصيصا لتلك الكلمة ، فهي واسعةُ المدى يا أختاه.
فكرت كثيراً كَم نَحنُ ُأناسٌ سَطحيون ، نُطلق الأحكام بنوعٍ من الإستعجال وَرُبما بنوعٍ مِن التَهكم ، لو كنا عقلاء بدرجة بسيطة كنا سَننتقي كَلِماتنا كما نَنْتَقي ملابسنا التي تُجملنا ، ولكن للاسف عقولنا بحاجة للتجميل أيضا. ما نفع أن تكون جميل المحيى ، ورائع الطلة ، بينما العفن يغزو أهَم جُزءٍ فيك ( عقلك )! عندما دَخلتُ مَخدعي لأنام إعتراني نوع شديد من الاكتئاب لم أصل لهذا الحد مسبقا ، كنت أتقلب على سريري كما تُقَلب اللحوم على المشاوةِ خوفاً من أن تحترق ، نَهضت مِن الفراش وتوجهت للمطبخ وضعت دلةً من القهوة وجعلتها تغلي، ثم هَمَمت بشرب كوب كبير منها بالرغم من أني لا أُحبها، ورحت أجول وأصول حولَ نَفسي وما زالت الأفكارُ تَطرق عقلي للحد الذي أُصبت فيه بالدوار ، لكن الشيء الذي خفف شدة الأمر ، عندما تَذكرتُ فتاةً صغيرة كانت قد أرغمتها أُمها على أن تضع تاجاً براقاً على رأسها و اردفت قائلة: ( انت بنت لازم تكوني حلوة ) فما رأيت من الطفلة الا وأزالته عن رأسها وقالت: ( أنا احلى من غيره ) وكأنها تريد أن تقول بإننا أجمل عندما نَظهرُ على سجيتنا ودون إضافاتٍ براقة.
سكنت و مددت جسدي المرهق و وضعت سماعات الهاتف وإذا بالآية تتردد. قال تعالى ( لَقد خَلقنا الإنسانَ في أحسَن ِتقويم ) كانت كإجابة لكل تساؤل دار في خاطري ، كانت كبلسم لجرح بات يتقيح ، أغمَضتُ عَينَي وأنا أردد قوله تعالى ( فاتقوا الله يا أُولي الالباب لعلكم تفلحون ) ، إنّ سر الفلاح التقوى ، فاتقوا تفلحوا ويصلح بالكم .
أشواق عناية 🕊️
إرسال تعليق
1 تعليقات
راءعة كروعتك وكروعة فكرك وروعة من ربتك ، حفظك الله
ردحذف